مما يخشى جيل “Z213″؟

ما إن اندلعت شرارة احتجاجات الشباب في المغرب المطالب بتحسين مستوى الصحة، وتجويد التعليم، وتطهير مؤسسات البلاد من الفساد والمفسدين، حتى انتظم الذباب الإلكتروني الكرغلي في طوابير رقمية لا بداية لها ولا نهاية، مثلما ينتظم الشعب الجزائري في طوابير الواقع كل يوم؛ من أجل أن يصب الزيت على النار؛ علَّه يتمكن بذلك من إحداث شرخ في العلاقة التي تجمع الشعب بالمؤسسة الملكية؛ لكنه لسوء حظه، لم ينل من هذه العلاقة إلا بقدر ما ناله “الدونكيشوت” من محاربته لطواحين الهواء.
هذا ما دل عليه الاختراق الأمني لأكثر من 70 ألف حساب في منصة “الديسكورد”، والتي تبين أن أغلبها يعود إلى الذباب الجزائري اللعين، والذي لا هم له سوى أن يرى طوابير العدس والزيت والحليب تغزو شوارع المغرب، علّ ذلك يكون عزاء للشعب الجزائري المكلوم؛ تحت شعار: إذا عمَّت هانت.
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: “مما يخشى جيل”زد 213″، وهو يعاني مليار مرة ما يعانيه الشباب العربي؟”
بكل بساطة؛ فهؤلاء الشباب يعلمون علم اليقين بأنهم يتعاملون مع وحوش آدمية لا تمت للجنس البشري بصلة، وكل ما يجمعها به مجرد تشابه أسماء؛ فهي تقتل بدم بارد مثلما قتلت ربع مليون جزائري في العشرية السوداء، وتحرق الأخضر واليابس مثلما تفعل بغابات منطقة “القبائل” كل صيف وكل شتاء، كما أنها لا تؤمن بمنطق التدرج في التعامل مع الاحتجاجات، حيث إنها لا تتوان في استعمال الرصاص الحي مع أول صرخة عند بداية أول مظاهرة، وهو ما حدث حقيقة في مدينة “لَمْسيلة” قبل ثلاثة أيام.
لقد تجاوز نظام العسكر الأهبل مرحلة حرق الغابات والمصانع وآبار النفط من أجل التخويف والترهيب، وصار اليوم يحرق المساجد بكونها “أوكارا للفتنة”، وفضاءات، غير مرغوب فيها، لتجميع المؤمنين بالتغيير؛ هذا ما دفعه لحرق “المسجد الأعظم” الذي بناه الصينيون، في 04 أكتوبر الجاري بعدما أعلن جيل “زد 213” بداية حراكه قبل يوم واحد فقط.
إن عصابة العسكر الأهبل، ترتعد فرائصه كلما اجتمع شخصان أو ثلاثة، مخافة أن يقلبوا نظام الحكم الأهون من بيت العنكبوت؛ لذا فلا لوم عليه إن هو منع المسيرات الداعمة لفلسطين الجريحة، على مدار عامين كاملين لا ينقص منهما يوم واحد، كما لا أحد سينتقص من قدرها الناقص أصلا، جرّاء منعه للشعب حتى من الخروج فرحا بالتأهل لكأس العالم في الشوارع؛ فرُب فرحة خلَّفت حزنا عظيما، حسب فلسفة العصابة، والحكيم من نظر إلى عواقب الأمور.
مهما ساد قمع الجزائريين والتنكيل بهم، ومهما اشتد تعذيبهم وترويعهم، ومهما أمعنت العصابة في تقتيلهم وتشريدهم، لا بد أن يأتي يوم يجد فيه الشعب الجزائري نفسه مرغما على الثورة مهما كان ثمنها؛ وسوف يحدث ذلك في اليوم الذي يتيقن فيه بأنه لم يعد له شيء يخسره، وعسى أن يكون قريبا، خصوصا بعدما اعترف عمي “تبون” مؤخرا بأن آبار النفط والغاز أوشكت على أن تنضب؛ ورغم أن القصص المُرَوِّعة للسفاح “بشار الأسد” لم يجف حِبرها بعد؛ ورغم أن قسوته وإجرامه وفظاعاته في حق شعبه لم تنفعه في شيء؛ إلا أن عصابة العسكر لا تتعظ ولا تَعْتبر؛ فإما أن تُبيد وإما أن تُباد، وليس هناك خيار آخر.
اترك تعليقاً