أخبار الساعة

مكناس على إيقاع ملتقى مواكب لعودة المغرب للاتحاد الإفريقي

تواكب مدينة مكناس عودة المغرب إلى أسرته بالقارة السمراء من خلال ملتقى الحوار والاستثمار الإفريقي الأول المقام تحت شعار “إفريقيا حضارات وتعايش”.

ويسعى الملتقى الذي افتتح اليوم الأربعاء بمبادرة من (جمعية مفتاح السلام الدولية للتنمية والتضامن)، إلى إبراز أبعاد هذه العودة، من خلال جملة من الأنشطة تتوزع بين الفكري والثقافي والفني، لكنها تتحدث بصوت واحد “أنا إفريقيا”.

وقال السيد خالد بودالي رئيس الجمعية المنظمة في افتتاح هذا الحدث الذي يستمر يومين، إن الملتقى يأتي ك”تتويج رمزي” للمجهودات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي مكنت من عودة المملكة إلى الحضن الإفريقي وللزيارات المتتالية لجلالته لعدد من البلدان جنوب الصحراء، مضيفا أن هذه الزيارات لعبت فيها الدبلوماسية الرسمية والاقتصادية دورا طلائعيا رسمت فيه معالم تعاون قائم على سياسة رابح-رابح ومعتمد على وضوح المواقف السياسية والتنمية الاقتصادية بين شعوب القارة.

وأوضح السيد بودالي أن الملتقى يغتني بفقرات منها الجانب الفكري الذي يناقش ، بمقاربة تشاركية ، موضوعي “إفريقيا في قلب الرؤية الملكية، و”إكراهات وآفاق واندماج المواطن الإفريقي”، بحضور جمعيات محلية ووطنية وممثلي الجاليات الإفريقية المقيمة بالمغرب، بهدف التحاور حول ماذا بعد عودة المملكة إلى الاتحاد القاري.

وعن احتضان مكناس لهذا الحدث، أكد السيد بودالي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحاضرة الإسماعيلية ، بكل مكوناتها ، تسعى لأن تواكب عودة المملكة إلى حضنها الإفريقي، وأن تتمثل كمدار للقاءات الثقافية والموسيقية والاقتصادية والتداول في شأن السياسات العمومية والاستثمارية وكل القضايا التي تهم القارة السمراء خدمة للتعاون جنوب-جنوب، وبما يشكل قيمة مضافة لجهة فاس-مكناس ككل حتى تستفيد من كل مشاريع الاستثمارات المهيكلة.

وفضلا عن الجانب الفكري، تشمل الدورة الأولى من الملتقى معرضا تشكيليا لفنانين أفارقة وفقرات موسيقية من أداء فرق فنية محلية ووطنية وإفريقية، وعرض شريط وثائقي حول أنشطة الجمعيات المشاركة في التظاهرة، وآخر يحمل عنوان “إفريقيا.. كل شيء على أحسن ما يرام”.

وتهدف (جمعية مفتاح السلام الدولية للتنمية والتضامن) التي تأسست مؤخرا بمدينة مكناس، إلى ضمان وتعزيز تنمية الثقافات الإفريقية وحوار الحضارات وتعايش الديانات على المستويين المحلي والدولي، والعمل على إبراز وتنمية مواهب الشباب لتحقيق نهضة ثقافية وفنية واجتماعية متكاملة، تعود بالنفع على محيطهم الوطني والقاري.

وتؤكد ورقة تقديمية للملتقى أن العلاقات المغربية-الإفريقية ليست وليدة اليوم، بل متجذرة عبر التاريخ الذي يشهد للمملكة تضامنها اللامشروط مع كفاح دول القارة من أجل الانعتاق من الاستعمار والحصول على الاستقلال، مشيرة إلى أن هذا التضامن واصله المغرب ، بقيادة جلالة الملك ، بوضعه رهن إشارة البلدان جنوب الصحراء مختلف التجارب والخبرات التي راكمها في كافة المجالات.

واعتبرت أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تطرح عليه مجموعة من التحديات الكبرى وآفاق واسعة للاستثمار وتقوية فرص الإنتاج، فضلا عن كونها تكرس جسر التواصل بين المملكة كحضارة ضاربة في عمق التاريخ ومختلف حضارات الشعوب الإفريقية، وتطعيم هذا الجسر بالمشاريع التنموية والانخراط في كل القضايا التي تهم هذه شعوب القارة.