منتدى العمق

اليوسفية أجمل مدينة في العالم !!

الخبر لا يندرج في إطار “كذبة أبريل” التي تهدف إلى تحقيق “البوز “الإعلامي كما جرت به العادة بأغلب المنابر الإعلامية، اليوسفية فعلا هي أجمل مدينة في العالم ليس بسبب تموقعها الجغرافي بين بحيرة سيدي شيكر التي ابتدأ يهجرها السمك إلى وجهة مجهولة، وهضاب رأس العين التي تنذر بالموت كلما هطلت الأمطار عليها بغزارة شديدة، وحقول الكنتور التي هجرها الأقحوان منذ زمن بعيد، بل هي أجمل مدينة في العالم بحسب ما بشر به أحد أعضاء المكتب الجماعي لحضرية اليوسفية خلال ندوة مجتمعية ضمن فعاليات يوم دراسي تطرق فيها إلى مشاريع تندرج ضمن المخطط الجماعي للمجلس الذي لا يوجد إلا في مخيلة المسؤول الجماعي، باعتبار أن بوابة المجلس الإلكترونية لا تتضمن شيئا إسمه المخطط الجماعي التنموي، واعتبارا أيضا لعدم علم أي عضو من المكتب بشيء إسمه المخطط الجماعي وما شابه ذلك بالمجلس ذاته .

ليس غريبا خروج المسؤول الجماعي بهذا الكلام غير المسؤول، كونه حُرم مؤخرا من غنيمة تدبيرية في إطار الصراع الخفي والمعلن الذي يشهده التحالف التسييري الجماعي في محاولة منه لتعويض خسائر النزال عبر بروز إعلامي جاذب. لهذا ولأننا نعلم جيدا أن مجلس اليوسفية لم يبرمج لا في الوقت الحاضر ولا في الزمن الغابر مشاريع في إطار شيء إسمه المخطط الجماعي التنموي، فلن نصدق أي شيء مما قال به، علما أن نص الميثاق الجماعي في المادة 36 ينص على أن “المجلس الجماعي يدرس ويصوت على مشروع مخطط جماعي للتنمية يعده رئيس المجلس الجماعي”، وهذه التوصية تعكس رغبة المشرع في امتلاك الجماعات الترابية لرؤية تنموية من خلال حرصها ورصدها للقنوات والمخططات التي من شأنها الدفع بعجلة التنمية نحو أهداف تليق بحجم مسؤولية المؤسسة.

من يفهم المسؤولين عن الشأن المحلي بمدينتنا، لا يمكنه أن يستغرب من هكذا تصريحات، لسبب بسيط هو أن هؤلاء المسؤولين جُبلوا على التناقض والتمويه، إلى درجة أنهم يصدقون تمويهاتهم وأكاذيبهم إلى حد اليقين، ولو كانت مخططاتهم وبرامجهم تنطق بالحروف، كما ينطقون بها هم، لشهدت بما كسبت أيديهم وأرجلهم وبطونهم أيضا.

بخلاصة مقتضبة، مسؤولو المدينة قوم مذهلون فعلا وقولا، إذا ما قارناهم بمسؤولين آخرين ليس أكثر منهم ذهولا. قوم فشلوا في اكتشاف أنفسهم الزاخرة بالطاقات المكرية التي يتسمون بها أمام الأغرار من سكان المدينة أثناء الحملة الانتخابية، فقرروا إزاء ذلك اكتشاف حظوظهم مع التصريحات الإعلامية عساها تنتشر على أوسع نطاق حتى تفي بالغرض، أي أكاذيب القوم.