وجهة نظر

فاتح ماي: حتى لا نفقد أندلسا أخرى

 

من مؤسسة تعليمية إلى أخرى تلتقي أصنافا من نساء ورجال التعليم، هذا يسأل هل هناك خبر عن زيادة في الأجور ،وهذا ينتقد وضع التعليم بهذا البلد السعيد!!، وهذه تلعن اليوم الذي اختارت فيه العمل بقطاع التعليم، وهذا يسأل عن وضعه في ظل قانون التقاعد الجديد!!!

المهم كل وهمو مع فاتح ماي.

لكن هناك بالأندلس كان الاستثناء الراقي، الثاقب الحامل لهم رسالته.!!

كانت تصرخ بأعلى صوتها وقد علت حمرة على وجنتيها واغرورقت عيناها دمعا تحت نظارتيها:

– كل شي درتو معاك قهرتني.

فاش قصرت معاك؟؟!!

ألم أمدك بكل ماتحتاجينه ؟؟!!

ألم أوصي بك خير كل أساتذتك؟؟!!

ألم يقدم الأستاذ فلا يده لمساعدتك؟؟!!

ألم تقدم الأساتذة فلان يدها لمساعدتك؟؟!

الا تتألمين لحال والدتك التي تبيع قوتها الجسدية لتقوي جسدك؟؟!

قلي !!قلي!! قلي!! ما الذي تحتاجينه مني “نعطيه ليك دابة غير ما تضيعيش ”

كان هذا جزء من حوار بين المديرة آمنية مع إحدى تلميذات اعدادية الأندلس التي تديرها بفداء البيضاء

كانت المديرة تتكلم بحرقة وبخطاب عميق يكشف عمق شخصية امراة تعليم تحمل هم الرسالة الملقاة على عاتقها.

قلت لها هون عليك أستاذتي.

كيف أهون علي وأنا أرى هذا الجسد الغض الطري ستنهشه الكلاب الظالة التي تحوم حولنا.

كيف أهون علي وأنا أعلم أن الذئاب تتحين الفرصة لتنقض عليها.

أليست هذه المراهقة رقبة تحتاج إلى من يفكها من الأسر الذي سيضيعها.

هل نسيتي كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته؟؟!

انا سأسأل غذا أمام ربي ماذا قدمت من هذا الكرسي ومن أمام هذا المكتب.

يا الله يا الله يا الله الحمد لله أمزال في هذا الوطن من يحمل هم هذا الوطن ويغيار على أبناء وبنات هذا الوطن.؟؟

يا الله والحمد لله مازال في هذا الوطن من يعيد لنا الأمل والروح لأرواحنا التي كادت أن تزهق بسب خطاب التيئس.

أمينة هي واحدة من نساء تعليم هذا الوطن اللواتي يشتغلن في صمت لبناء العلن دون أن تسلط عليهم الأضواء.

أمينة هي إحدى نساء التعليم اللوتي ترى في الإدارة المؤسسات التعليمية أنها إدارة الإنسان لحماية الإنسان وبناء الإنسان.

رافقتها إلى مكتبها وهي تكفكف الدموع منهمرة على خدها التي تحاول إخفائها.

لكن ظلت على اصرارها لتتمم باقي الحوار مع تلميذتها في شوط ثاني من المقابلة من داخل مكتبها.

لم يكن هم أمينة لا زيادة في الأجور او قانون التقاعد أو السخط والضجر من مراهقي هذا الجيل.

آمنة هي صرخة أمل في زمن فقدنا فيه الأمل.

آمنة هي واحدة ممن يجب الوقوف لهن وقفة إجلال في يوم العمال الكادحين بآمانة من أجل هذا الوطن.

فليكن كل فاتح ماي فاتح خير لتعليمنا الذي يحتاج إلى رجل تعليم عضوي حامل لهم الرسالة الملقاة على عاتقه

فالتعليم رسالة وليس مهنة أو وظيفة.

قبلت رأس تلك الآمنة اجلالا لها وقلت لها فلتكن اندلسك أندلس خير يعيد لنا فردوسا كان مفقودا. لعله يرجع يوما ولو طال انتظاره.