وجهة نظر

كوتو سمايلز التي في خاطري

طالب من مكناس وآخر من فاس ، وطالبة أصلها صحراوي واخرى من بلاد المختار السوسي، هم مجرد طلبة وطالبات من مختلف مدن المملكة لاتوجد بينهم رابطة قرابة أو دم ولا حتى مصالح سياسية أو مادية، كان همهم الوحيد ولقاءهم الأول هو مساعدة تلاميذ وتلميذات المناطق النائية من مغربنا العميق في التمدرس وخلق فضاء دراسي ملائم ، بما أن الدولة لا تستطيع القيام بذلك أو بالأحرى لا تريد فعل ذلك..

التف شباب نادي “كوتو سمايلز” حول مائدة مستديرة، لمناقشة المنطقة التي سيقومون بزيارتها في قافلتهم الثانية هذه السنة بعد قافلة تازة ، تناقشوا بهدوء تحاوروا بعقل ، وضعو أمامهم صورا وفيديوهات وأدلة وحجج ، وفي الأخير ودون تردد وباجماع اغلبية الاعضاء اتفقوا على منطقة “اغرضان المنكوبة” …
عزموا الرحيل وتنظيم قافلة بتاريخ 29 من شهر أبريل. ..

حلوا بعد معاناة سفر بمختلف وسائل النقل، حافلة، سيارة فلاحية، بغال وحمير، و على أقدامهم كذلك، وصلوا الى المنطقة ليس من أجل الاستجمام وليس من اجل توزيع منشورات انتخابية او اشهارية…
وانما من أجل خدمة تلاميذ اغرضان وخدمة العلم والمعرفة وتحسين ظروف تمدرس تلاميذ..

ثلاثة أيام عشتها معهم تركوا بصمتهم الراقية في خاطري، بصمة لن أنساها ستبقى راسخة في ذهني، عالقة في قلبي وحواسي،وهذا بفضل أخلاقهم الحسنة، ومستواهم الفكري،والتفاهم الحاصل بينهم، ومستوى الانضباط والانصات فيما بينهم، واحترام المسؤوليات والتكليفات الخاصة بكل عنصر منهم .
في حقيقة الأمر تركوا بصمتهم داخل قلبي قبل أن يتركوها في جداريات المدرسة ، تركوا بصمتهم داخل قلب شخص من ساكنة اغرضان قبل أن يتركوها في قاعات المدرسة، تركوا بصمتهم داخل قلب كل تلميذ قبل أن يتركوها في الهدايا المقدمة للتلاميذ…

فأقول لكل عضو منهم أو متعاطف معهم، أن بصمتكم أنارت جزءا من مغربنا العميق، وأن الطريق طويل أمامكم لتستمروا في اصلاحكم وحث الأجيال القادمة على الاستمرار واكمال مسيركم، وأنا متأكد وواثق أن المسيرة لن تتوقف مادام فيها رجال امثالكم ونساء أمثالكن كما قال تعالى” من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” ( والرجولة هنا يقصد بها الرجال والنساء معا).فجزاكم الله خير الجزاء، واتم عليكم نعمه الظاهرة ووفقكم في مسيرتكم الدراسية .