سياسة

رغم المناشدات.. المغرب يرفض استقبال السوريين العالقين على الحدود

في موقف مثير سيزيد من معاناة اللاجئين السوريين، رفضت الحكومة المغربية استقبال اللاجئين السوريين العالقين في الحدود مع الجزائر، رغم المناشدات التي وجهتها منظمات حقوقية وطنية ودولية إلى الملك والحكومة من أجل التدخل لحل الملف، وذلك بعد مرور 15 يوما على تفجر أزمة عشرات النازحين الذين طردتهم الجزائر ورفض المغرب دخولهم.

وقال الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، إن المغرب لديه “قانون هجرة صارم ولا يستطيع استقبال عشرات المهاجرين السوريين العالقين في المنطقة الحدودية مع الجزائر”، معتبرا أن المهاجرين السوريين “موجودون على الجانب الجزائري للحدود، بعد طردهم عمدا من قبل السلطات الجزائرية”.

وكشف بنعتيق في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، اليوم الجمعة، أن “المغرب لديه سياسة هجرة خاصة به وأنه لا يقبل دروسا أو ضغوطا من أحد”، مشيرا إلى أن “حدود المغرب مغلقة وتخضع لمراقبة دائمة، ولا يمكن أن تفتح في وجه الهجرة غير الشرعية التي قد تؤثر سلبا على أمن المغرب والمغاربة”.

ووجه 55 لاجئا سوريا عالقون على الحدود المغربية الجزائرية، الأسبوع الماضي، نداء استغاثة إلى الملك محمد السادس، يطالبونه بالتدخل العاجل لإنقاذهم من مصير مجهول والسماح لهم بالدخول للأراضي المغربية.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قد اعتبرت أن “طرد المغرب لطالبي اللجوء من أراضيه أو من عناية السلطات المغربية، يمثل انتهاكا لالتزامات المغرب الدولية، إذا حدث دون إتاحة فرصة للنظر في طلبات لجوئهم بشكل عادل”.

وأشارت المنظمة في مقال لها تحت عنوان “الجزائر/المغرب: سوريون عالقون على الحدود”، أن “طردهم إلى دولة يواجهون فيها خطر الاضطهاد أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة، أو لدولة قد ترحلهم إلى دولة أخرى قد يواجهون فيها هذا الخطر، يمثل بدوره انتهاكا”، مضيفة أن “أعمال الطرد هذه قد تخالف أيضا المادة 29 من “القانون المغربي عدد 02 03 المتعلق بدخول وإقامة الأجانب في المملكة”. هذا الفصل يحظر أيضا طرد النساء الحوامل”.

ويصل عدد المهاجرين السوريين العالقين بالحدود المغربية الجزائرية منذ 17 فبراير الماضي، إلى 55 فردا، بينهم 20 طفلا و17 امرأة، في وقت حذرت فيه أكثر من 40 منظمة وجمعية حقوقية مغربية من الأوضاع الكارثية التي يعيش فيها اللاجئون السوريون في الشريط الحدودي الفاصل بين المغرب والجزائر.

ودعت كل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومرصد الشمال لحقوق الإنسان، الحكومة إلى التدخل العاجل لإنقاذ اللاجئين السوريين والسماح لهم بالدخول إلى المغرب، وعدم ترك جعل السوريين ضحايا للتوتر بين الرباط والجزائر، كما ناشدت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، الملك محمد السادس التدخل لإنقاذ اللاجئين السوريين.