سياسة

بلغة غير مسبوقة .. لفتيت يحذر رجال السلطة ويعدهم بالمحاسبة

دعا وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، رجال السلطة إلى “العمل على الدوام ودون انقطاع للتواصل مع المواطن، والتواجد رهن إشارته في كل وقت وحين”، داعيا الجميع إلى “نهج أسلوب الحوار الدائم، والإقناع المؤسس على الحكمة، والحرص على ضمان احترام الحريات الفردية والجماعية”.

وحذر لفتيت، الذي كان يتحدث، صباح الأربعاء، بالمعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة في لقاء بمتدربات ومتدربي المعهد، رجل السلطة من أن التغيب عن الميدان وتقصيره في أداء مهامه يعتبر خطأ جسيما يعرضه للمساءلة، داعيا إياهم إلى استثمار موقعهم الإداري وصلاحياتهم للحيلولة دون توقف الدينامية التنموية المحلية.

ودعا لفتيت رجال السلطة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة كل العراقيل التي قد تتسبب في وقوع تأخر في إنجاز المشاريع التنموية، مؤكدا كذلك على أن “تحقيق الأهداف المتوخاة لن يتأتى إلا بتبني حكامة جيدة تقوم على المصداقية والفاعلية والتدبير الاستباقي والشفافية والالتزام بالمسؤولية”.

وشدد على أن “الحضور الفعلي لرجل السلطة في دائرة نفوذه أمر لا محيد عنه، ولا يمكن لأي كان الحلول محله، بل إن غيابه عن الميدان وتقصيره في أداء مهامه يعتبر خطأ جسيما يعرضه للمساءلة”، مبرزا أنه “يتعين على من يسعى لشرف الانتماء لهيئة رجال السلطة أن يعمل على الدوام ودون انقطاع”.

واعترف لتفتيت بـ “أن الدور المحوري الذي يلعبه رجل السلطة ضمن المنظومة المؤسساتية أصبح اليوم أكثر تعقيدا، بالنظر للتطورات المتسارعة التي تعرفها بنيات المجتمع والحاجيات والانتظارات الآنية والملحة للمواطن في كل المجالات المرتبطة بحياته اليومية”.

وأشار أن التجاوب مع التطورات “لن يتأتى إلا من خلال تَمَيُزِ رجل السلطة وقدرته على استشراف هاته الحاجيات، واللجوء إلى المقاربة الاستباقية في تلبيتها، مؤكدا بالموازاة مع ذلك على الالتزام القوي لوزارة الداخلية ببذل جميع الجهود من أجل خدمة المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم وحاجياتهم المشروعة”.

وشدد على أن “الانتساب لسلك رجال السلطة هو تكليف مسؤول خاضع، على غرار ما هو قائم بالنسبة لجميع المسؤوليات، لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة كمبدأ دستوري يجسد أحد أوجه الممارسة الديمقراطية الحقة”، مشيرا أن “المهام الموكولة إليهم، كجزء من السلطة التنفيذية، تتطلب التحلي بروح المسؤولية ونكران الذات في خدمة الصالح العام”.

وأشار أنه “لا مكان لمن يفتقد لهذه الخصال ضمن أطر وزارة الداخلية، التي لن تقبل أي تهاون أو تقصير في تنفيذ المهام المُوكَلَة لرجال السلطة بمختلف مستوياتهم”، داعيا رجال السلطة إلى التحلي بالانضباط وحسن الخلق، مراعاة لوضعيتهم الاعتبارية، والابتعاد عن كل ما من شأنه إضعاف مؤسسات الدولة والمس بمصداقيتها أو التشكيك في فعاليتها وتبخيس أدائها”.