سياسة

العلام: موقف المغرب فاجأ الخليجيين.. وهذا هو الهدف من تحركاته

قال عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن موقف المغرب من قطع العلاقات مع قطر فاجأ الخليجيين وكان غير متوقع، بالنظر إلى العلاقات التاريخية بينه وبين السعودية والإمارات والدعم المادي والسياسي الذي يتلقاه من طرفهما، خاصة في ملف الصحراء المغربية، غير أنه لم يستجب إلى جانب تونس لخيار مقاطعة قطر كما فعلت عدد من الدول العربية.

وأوضح المحلل السياسي في تصريح لجريدة “العمق”، أن المغرب لجأ إلى ورقة الوساطة من أجل الحفاظ على موقعه لدى دول الخليج في ظل العلاقات القوية التي يتمتع بها مع جميع الأطراف، ولم يكن منطلقه الوساطة لحل الخلاف، وذلك باعتباره عنصرا محايدا رغم أنه بدا منحازا لقطر في موقف شبه إنساني بإرساله المساعدات الغذائية، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن المغرب لا يراهن على نجاح وساطته بقدر ما يريد إرسال رسائل للسعوديين والإماراتيين “بأننا لا نرغب أن نراكم إلا متوحدين جميعا في الخليج”، وظهر ذلك من خلال تطرق بلاغ الخارجية لتدخل قوى خارجية في الأزمة، في إشارة إلى تركيا وإيران، حسب قوله.

وأضاف المتحدث أن المغرب استفاد من خطأ 2009 حين قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب البحرين وجلب العداء مع الدولة الفارسية، بينما حافظت دول الخليج على سفرائها في طهران، قبل أن يتدارك الخطأ ويعيد العلاقات مؤخرا، مشيرا إلى أن ما سماها “علاقة التبعية” بالسعودية أدى المغرب ثمنها عبر الجانب الآخر من خلال علاقته بقطر، قبل أن يقرر تطبيع العلاقة مع الدوحة وهو ما أكسبه حياد قناة الجزيرة في قضايا المغرب، ونزول قطر بثقلها في مشاريع كبرى في عدة قطاعات بالمغرب.

واعتبر العلام أن المغرب له عناصر قوة تجعله يتفادى غضب الإمارات والسعودية عليه، أبرزها دعمه لسيادة الإمارات على جزرها الثلاث، وقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران تضامنا مع البحرين، ثم مشاركته في التحالف العربي في اليمن، حيث سقط جنود مغاربة قتلى هناك، وهو ما يجعل موقفه شبيها بموقف تركيا وسلطنة عمان.

وتابع قوله: “سلطنة عمان هي نموذج يحتدى به للمغرب بالنظر لكونها صديقة للجميع وفتحت منافذ جوية وبحرية لقطر، عكس الأردن موريتانيا ودول أخرى استجابت لضغط السعودية والإمارات”، إضافة إلى أن التجربة الدبلوماسية المغربية أظهرت أخطاء، جعلت المغرب يفكر ببراغماتية في مواقفه الخارجية.

وشدد على أن المغرب يُحسب له تاريخيا أنه يحاول ما أمكن ألا يرتمي كليا بين أحضان الخليج رغم استفادته من دعمهم، لكن ليس على حساب استقلالية قراره، خاصة بعد الأخطاء الدبلوماسية التي ارتكبها سابقا، على حد قوله.