أخبار الساعة

مركز معارف للدراسات والأبحاث يحتفي بالجابري في ندوة علمية

إيمانا منه بأهمية إحياء الثقافة العلمية في المجتمع وربطها بالتنمية الإنسانية والنهضة الحضارية، نظم مركز معارف للدراسات والأبحاث في إطار برنامج معارف للباحثين الشباب؛ ندوة عن مشروع الجابري بعنوان: “محمد عابد الجابري: راهنية المشروع وأسئلته وآفاق الاستئناف”، وذلك يوم السبت 17 يونيو الجاري بمكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر بالدار البيضاء.

هذا وقد توزعت الندوة على ثلاث جلسات تفاكرية ملخصة لأهم إشكالات مشروع المفكر محمد عابد الجابري، إذ تناولت محاور الأولى أسئلة التراث والحداثة، لتعنى بادئا بالمقاربة المفاهيمية لكل منهما من خلال أعمال الجابري في مداخلة للدكتور عبد الرحمان اليعقوبي، تلتها مداخلة الأستاذ مصطفى بنزروالة في أسئلة الحداثة والتنوير وتأصيلها الكانطي فأهم لحظاتها في الإرث الحضاري للأمة عند الجابري، فيما تناولت المداخلة الثالثة ملخصا عن خطوات قراءة الجابري لتراث ابن خلدون مع الأستاذ أيوب بوغضن، لتأتي المداخلة الأخيرة للدكتور محمد علا في ثنائية التراث والحداثة عند الجابري وتقسيماته للقراءات التراثية..

وقد جاءت الجلسة الثانية لتعنى أساسا بمحورين يصبان في أسئلة الدولة والديموقراطية، تناول أولهما الدكتور حسن فورات في تبيان العلاقة بين السؤال الديموقراطي والعقد الاجتماعي عند الجابري، فيما تحدث الدكتور سلمان بونعمان في المداخلة التالية عن سؤال الدين والعلمانية والطائفية في متن المفكر قيد الدراسة..

أما الجلسة الأخيرة فقد اهتمت بمناقشة أسئلة النهضة وقضايا المنهج، افتتحها الأستاذ يونس حباش بحديثه عن المسألة الثقافية عند الجابري، ثم الأستاذ إبراهيم فنزاوي في تناوله للمسألة التعليمية ومداخل الإصلاح والنهضة عند المفكر ذاته، فالأسس المعرفية والمنهجية لمشروعه التأويلي الذي عرضه ونقده الأستاذ حكيم الكرومي في مداخلته، فيما تحولت الكلمة الرابعة لموضوع تعريف القرآن من خلال مقارنة للأستاذ مصطفى بوكرن بين الدراسات السلفية ودراسة الجابري ورؤية المفكر السوداني الحاج حمد، لتختتم الجلسة بمداخلة الأستاذ محمد الأشهب في المراجعة النقدية للمشروع النهضوي العربي بمفارقاتها وآثار راهينيتها ومركزيتها..

هذا ولم يغب عن فعاليات الأكاديمية إثراء النقاش بمداخلات الحضور وتساؤلاتهم في مختلف قضايا الندوة والمشروع، ليختتم اليوم الدراسي بتوزيع شهادات المشاركة على كافة الحاضرين، متوسما بذلك المركزُ مزيد عناية من الباحثين بأهمية المساهمة في تنمية البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية والسياسية والقانونية، منتبها لأهمية مناقشة راهنية مشروع الجابري في استمداد روح النقد، وإعادة استبصار واقعية أسئلته وتكاملها، ما يمهد لثورة معرفية لا بد أن تحمّل بآمال الاستئناف وخطواته..