مجتمع

بعد مطالب نقل جثمانه للمغرب..عائلة “المستور” تؤكد دفنه بليبيا

أكدت عائلة الناشط الأمازيغي رشيد بن حسي الملقب بـ”المستور” والذي قضى غرقا بالسواحل الليبية مساء الجمعة الماضي، وهو يحاول العبور إلى إيطاليا رفقة 19 مهاجرا سريا ، أن جثمانه ووري الثرى بليبيا.

وأوضح لحسن بن حسي، شقيق الراحل “المستور” في تصريح لجريدة “العمق”، أنه تواصل مع صديق “رشيد” بليبيا والذي كان رفقته أثناء محاولته العبور بحرا إلى إيطاليا وأكد له أنه تم دفن جثمانه بأرض ليبيا يوم السبت الماضي.

وأضاف أن المرحوم اتصل بعمه يوم الجمعة مساء في حدود الساعة السادسة وأخبره أنه سيرحل عن ليبيا في اتجاه إيطاليا على متن قارب مطاطي وأقفل بعد ذلك هاتفه النقال، مضيفا أن “العائلة كانت تنتظر اتصاله يوم السبت للاطمئنان عليه لكن دون جدوى”.

وأشار بن حسي، أنهم تلقوا خبر وفاة رشيد يوم الأحد من صديق له كان يعمل معه بالرباط، وأرسل لهم صورة لجثته أثناء انتشاله، مضيفا أن “المستور” كان مصرا على الذهاب إلى ليبيا من أجل الهجرة عبرها إلى إيطاليا.

وكان نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قد أطلقوا حملة للمطالبة بنقل جثمان “المستور” لدفنه بمسقط رأسه بدوار “أيت تومرت” بجماعة إغيل نومكون، إقليم تنغير، بعد أن قضى غرقا، وهو يحاول رفقة عدد من المهاجرين السريين الوصول إلى أوروبا بحرا انطلاقا من السواحل الليبية.

وأكد عدد من النشطاء في الحركة الثقافية الأمازيغية وفاة “المستور” الحاصل على الإجازة في علم الاجتماع من جامعة ابن زهر بأكادير والبالغ من العمر 26 سنة، أثناء محاولته هو و18 مهاجرا سريا من جنسيات مختلفة عبور السواحل الليبية في اتجاه إيطاليا على متن قارب مطاطي، موضحين أن الهالك كان يحاول مساعدة سيدة ورضيعها على النجاة غير أنهم قضوا غرقا.

وقال الناشط الأمازيغي منير كجي، “رشيد المستور، المناضل الأمازيغي من بين الضحايا الذين لقوا حتفهم في محاولة للهجرة السرية إلى أوروبا انطلاقا من الساحل الليبي، رشيد ابن الجنوب الشرقي والعاشق للسوسيولوجيا ضحية تهميش وتفقير وعقاب جماعي لمنطقة لم تنل حظها بعد من التنمية”.

وأضاف كجي، في تدوينة له على حسابه بموقع “فيسبوك”، قائلا: “تبادلنا أخبارا قبل أيام قليلة حول ظروف مقامه في ليبيا وحول وسيط في الهجرة السرية يسكن في مراكش نصب عليه وعلى 9 مرشحين آخرين للهجرة السرية مقابل 30 ألف درهم لكل واحد”.

وأكد المتحدث ذاته، حاولت مرارا إقناعه بالعدول عن الفكرة، كان مصرا جدا للهروب من المغرب، ولكن القدر كان عنيفا وقاسيا”، مضيفا أنه “لا يجب لهذه الفاجعة أن تمر بدون فتح تحقيق قضائي حول وسيط الهجرة السرية اسمه سعيد ويحذر من قلعة مكونة ويسكن بحي المسيرة بمراكش”.

وتداول نشطاء على المارد الأزرق، آخر رسالة للمرحوم رشيد المستور وهو يغادر مدينة ورزازات شهر فبراير الماضي في اتجاه ليبيا كما يفعل الكثير من شباب المغرب العميق على اختلاف مستوياتهم ممن يعانون من الفقر والتهميش، ولا يتوانون عن تقديم أنفسهم قربانا لشبكات مختصة في تنظيم الهجرة إلى الفردوس الموعود.

وقال المستور على حسابه بـ”فيسبوك”: “سنغادر هذا الوطن آجلا أو عاجلا ..سنغادره ليس حبا في أوطان غيرنا، سنغادره لأننا مجبرون على المغادرة، مجبرون لأن من يحكمنا بقوة الميتافزيقا أحكم قبضته على العقول. سنغادره أيضا لأن أفراده غارقين في السادية غير مبالون وغير مهتمين كل يجري إلى تحقيق رفاه نفسه”.

وتابع المرحوم قائلا: “مجبرون على المغادرة لأننا مهددون، مهددون بالتأديب من طرف مزاليط الوطن وبالقهر من طرف مافيات السياسة، لي أم ستشتاق إلي ستكون بحاجة إلي حين لم تقدر على المشي حين ستصاب بالزهايمر ستكون بحاجة إلي أذكرها بشبابها آخذ بيدها إلى سقف منزلنا الآيل للسقوط تستمتع باخضرار شجر اللوز”.

وأضاف المستور، “سأترك أخي الصغير عرضة لعنف ابن الجار الذي يشتغل رئيس جماعة قروية هو الذي لم تدخل قدمه يوما قسم المدرسة سأترك أخي أيضا عرضة لعنف الطبيعة وأنا من يكسيه، سأترك أختي الصغيرة أيضا يتحرش بها صديقي بعد أن كنت أحميها من هجمات الأوغاد سأتركها وحيدة تواجه وحوش أدمية”.

وختم تدوينته قائلا: “سأترك أيضا والدي الذي كان يتمنى أن أكون نموذجا يسد به أفواه أصدقائه سأتركه يستيقظ قبل طلوع الشمس يستغله غني القرية مقابل درهم يكسو بها أخي الصغير.. سنترك هذا الوطن حين ماتت فينا كل ملكات الإنسان ليكون مكانها أنا وبعدي الطوفان، مجبرون على المغادرة، قبل أن نغادر هذا العالم بشكل نهائي”.