خارج الحدود

أماني رحمون.. جنازة شعبية وغضب عارم بعد مقتلها مع جنينها ورضيعها (فيديو)

وُري الثرى في محافظة إدلب السورية، اليوم الأحد، جثمان السيدة السورية الحامل التي قُتلت مع رضيعها الخميس الماضي في ولاية صقاريا التركية.

ووصل جثمانا السيدة السورية الحامل ورضيعها، أمس السبت، إلى مطار هطاي الدولي جنوبي تركيا، لنقلها إلى مدينة إدلب شمال غربي سوريا.

ووصل على متن الطائرة نفسها، زوج المغدورة خالد الرحمون وشقيقيه محمد وإسماعيل، في حين احتشدت جماهير غاضبة أمام القصر العدلي، لدى سماعها بإحضار المتهمين، وحاول بعضهم اقتحام المبنى إلا أن الشرطة حالت دون ذلك.

وكان مسؤولون من وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية وحشد من المواطنين الأتراك في استقبال جثماني السيدة السورية ورضيعها، لحظة وصولهما إلى أرض المطار.

وتم نقل جثمان الأم ورضيعها إلى بوابة “جيلوة غوزو” الحدودية، المقابلة لبوابة باب الهوى السورية، لنقلهما إلى مدينة إدلب، لتوارى الثرى اليوم الأحد.

وأدان نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، وعدد كبير من الفعاليات السياسية والدينية والمدنيّة في تركيا، السبت، حادثة قتل السيدة السورية ورضيعها.

وقال قايناق إن “القتلة مجرّدون من الإنسانية والضمير، وهذه الحادثة تمثل أعلى درجات الوحشية، بغض النظر عن الضحية سواء أكان عربيًا أم تركيًا أم سوريًا”.

كما تعهدت وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية، فاطمة بتول سايان قايا، السبت، بمتابعة الإجراءات القضائية المتعلقة بالسيدة السورية.

وعزَّت سايان قايا، في تصريح صحفي، جميع السوريين في هذا المصاب. مؤكدة أن ما حدث “مجزرة مريرة ووحشية أصابت أبرياء هربوا من الظلم إلى تركيا، التي فتحت ذراعيها للجميع”.

كما أكدت أن القضاء التركي سينزل بالفاعلين أشد عقوبة يستحقونها.

وأضافت: “هؤلاء (السوريون) هربوا من سوريا لتجنب التعرض للاغتصاب والقتل، ولن يفلت كل من اقترف جريمة من العقوبة، سواء كان مواطنًا أو أجنبيًا”.

وعثرت الشرطة التركية الخميس المنصرم، في إحدى الغابات بقضاء “كاينارجا” في صقاريا، على جثتي السيدة السورية ” أماني الرحمون” (20 عاما) وطفلها “خلف الرحمون” (10 أشهر)، عقب إبلاغ الزوج الشرطة عن فقدانهما بعد عودته إلى المنزل الذي وجد بابه مفتوحا.

والجمعة، أمرت محكمة تركية، بحبس شخصين متهمين بقتل الرحمون وطفلها.

رئيس فرع هيئة “الإغاثة الإنسانية” في صقاريا صلاح الدين آيدن، أشار إلى أن هاشتاغ بعنوان “فليذهب السوريون”، أطلقه عدد من السياسيين والفنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، “كان له دور مؤثر في وقوع هذه الجريمة”، حسب الوكالة ذاتها.

وشهدت تركيا في الفترة الأخيرة انتشار حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد اللاجئين السوريين الذين يقترب عددهم في البلاد من 3 ملايين سوري، وتداول أتراك عدة جمل متنوعة على شكل هاشتاغ كـ”أيها السوريون، عودوا إلى بلادكم”، بينما رّد عليه أترك آخرون بـ”السوريون إخوتنا”، كما وقعت أحداث عنف ضد سوريين.

وطالب صلاح الدين آيدن، باسم المنظمات المدنية، على ضرورة أن يدافع الأتراك عن اللاجئين السوريين، داعيا سكان ولاية صقاريا إلى المشاركة في مراسم جنازة السيدة السورية وطفلها الرضيع، واستنكار الظلم والإرهاب.

وكانت وزارة الداخلية التركية قد قالت يوم الأربعاء الماضي، إن “تضخيم الأحداث المؤسفة التي تقع أحيانا بين لاجئين سوريين ومواطنينا في بعض الأماكن، يهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لتحقيق غايات سياسية داخلية”.