مجتمع

“طفلة صفرو” توارى الثرى .. وخالتها: تعامل السلطات زاد آلامنا

لا زال الغموض يكتنف الجريمة المروعة التي هزت ساكنة مدينة صفرو، وراحت ضحيتها طفلة بعمر الزهور لم تتجاوز بعد السادسة من عمرها، إذ قامت السلطات أمس الثلاثاء بدفن جثمان الطفلة خديجة التي وجدت مقتولة ومقطعة إلى أجزاء ومحروقة، قبل أن يعثر أحد المواطنين على ما تبقى من جثتها مرميا بجانب إحدى الطرقات بالمدينة.

بصوت كسير، حكت منار خالة الطفلة المقتولة لجريدة “العمق”، عن الألم الذي لف عائلة الطفلة بسبب سرعة السلطات ورغبتها في دفن الجثة بدون السماح للأسرة المكلومة بجلب الجثمان للبيت ولا حتى صلاة الجنازة عليها داخل المسجد”، مؤكدة أن الأسرة لم تتوصل بالتقرير الطبي للطفلة كما لا تزال الجريمة بدون فاعل معروف.

وأوضحت منار التي كانت تتابع كلامها للجريدة بآهات عميقة مؤلمة، أن السلطات هي من قامت بتغسيل الجثمان وتكفينه ودفنه دون نيل الموافقة الكلية من طرف الأسرة الراغبة في الإبقاء على الجثة إلى حين كشف الحقيقة كاملة، وحتى يتمكن الطب الشرعي من تحديد مسببات الوفاة وكيف ومتى.

وأفادت المتحدثة أن “القائد ونائب وكيل الملك حلا ببيت الأسرة قبل يومين لإقناع أفرادها بضرورة دفنها، موضحين أن الجثة تصدر روائح جد كريهة، وبالرغم من عدم اقتناع الأسرة قامت السلطات بجميع الإجراءات إلى حين جلبها داخل صندوق من فاس مباشرة في اتجاه المقبرة” تحكي الخالة المكلومة”.

“لو أن قطة قُتلت ووجدت مقطعة الأطراف لتم التعامل معها بطريقة إنسانية أكثر” تقول منار، مستطردة “منعوا الجثمان من الوصول للبيت ورفضوا أن يصلي ساكنة المدينة وأقارب خديجة وأهلها صلاة الجنازة عليها بالمسجد، كما أنهم سارعوا بعملية الدفن حيث وجدنا الصندوق داخل القبر قبل أن أصل رفقة والدتها للمقبرة”، تقول منار لجريدة “العمق”.

وجزمت الخالة أن التخوف من غضب ساكنة مدينة صفرو وتحول الجنازة إلى احتجاجات، كان وراء تعامل السلطات بهذه الطريقة التي زادت الجراح الغائرة في نفوس الأسرة.

وعادت الخالة منار إلى يوم اختفاء الطفلة، لتؤكد أن السلطات الأمنية رفضت التفاعل إيجابا مع شكاية الأسرة التي قامت لوحدها بمجهودات كبيرة في البحث عن الطفلة على مستوى المدينة وبمواقع التواصل الاجتماعي، مقابل ما وصفته بـ “البرودة التي طبعت تعامل المسؤولين مع القضية وعدم تحركهم إلا بعد إخبارهم بوجود جثة طفل أو طفلة تحت الأشجار في إحدى جنبات المدينة”.

وأكدت المتحدثة أن “الجثة وجدت بحالة يرثى لها، مسجاة على وجهها حليقة الشعر ومصابة بحروق بالوجه، ومقطعة إلى أجزاء، بالإضافة إلى قطع من ملابسها مليئة بالديدان”، وفق ما عاينته الخالة، مشيرة إلى أن ابنة أختها لربما تكون “تعرضت للاغتصاب والقتل قبل أيام من إيجادها مشوهة الوجه ومقطعة الأطراف في الخلاء”.