سياسة

يوم قال العروي: المشاركون في حفل الولاء «موالون وليسوا مواطنين»

ككل سنة يتجدد الجدل بشأن حفل الولاء الذي يتم تنظيمه بمناسبة عيد العرش، حيث يتعرض هذا الطقس لسلسلة من الانتقادات بسبب الطريقة التي يتم إخراجه بها، حيث يتم وصف حفل الولاء بأنه تجسيد عملي للعبودية وتعدّ على طقوس التعبد الدينية الإسلامية.

وفي هذا السياق، شن المفكر المغربي الدكتور عبد الله العروي هجوما قويا على طقوس الحكم في المغرب، خاصة المتعلقة منها بحفل الولاء. ووصف المشاركين في حفل الولاء السنوي بأنهم «موالون وليسوا مواطنين».

وقال العروي في محاضرة بعنوان «المواطنة والمساهمة والمجاورة» نظمت في إطار ملتقيات التاريخ التي تنظمها الجمعية سنة 2014، إن «من يشاهد مراسيم حفل الولاء، يقول إن هؤلاء المشاركين موالون (أي خدم وتابعون) وليسوا مواطنين».

ودعا العروي ضمن المحاضرة ذاتها إلى البحث في الشعور الذي يخلفه الحفل لدى المشاركين فيه وما إن كان طبيعيا، معتبرا أن “هذا الشعور الذي يعيشه المشاركون في حفل الولاء يجعلهم يحسون بأنهم خارج السرب، ومجرد أشخاص مجاورين ولا يتمتعون بحقوق يتمتع بها غيرهم”.

وسجل العروي في سياق شرحه لنفسية الموالين بأنه «توجد جماعات كثيرة تجعل كل عضو يشعر أنه أفاقي وخارج السرب وغير مساهم ولا يتمتع بحقوق يتمتع بها غيره»، وأن «الذي يحتل مكانة كبرى يتخيل واقعا مناقضا لما يعيشه لكنه يعثر على المواطنة ليقول أنها حق من حقوقه».

وسجل المفكر المغربي أن المواطن «لو لم يجد هذه اللفظة (المواطنة) الجاهزة لاستعار اللفظة الأجنبية كما استعار ألفاظا كالديمقراطية والبرلمان»، مبرزا في إطار شرحه للمجموعات البشرية أنه «يوجد تمييز بين الوضع الأصلي والطارئ الذي يمثله المساهم والضيف».

وأشار العروي إلى أن «من لا يهتم بالسياسة لا يمكن أن تجعل منه مواطنا لأن كل ما يمكن أن يكون هو مواطن سلبي يطالب فقط من الدولة»، مضيفا «أن يكون مواطنا فعالا هذا لا يريده وليس له إمكانياته».

وأكد المفكر المغربي أنه «لا يمكن أن تكون مواطنة مع الدناءة والخسة، فكل تحليل يتكلم على الحرية والحقوق يفترض في الفرد الاستقامة». وتبعا لذلك «لا مواطنة مع الدناءة والكذب والخيانة،» مشددا على أن «الفرد المواطن بالمعنى الحديث هو من يساهم في البناء السياسي» لأن «من لا يهتم بالسياسة لا يمكن أن يكون مواطنا، وإنما إنسانا سلبيا يقوم فقط بمطالبة الدولة بفعل أشياء عاجز هو عن القيام بها”.

وقال عبد الله العروي إن جميع المفكرين ربطوا مفهوم المواطنة بالتربية، إذ لا يمكن أن تكون هناك مواطنة مع الدناءة والخسة، باعتبار أن المواطنة هي الفضيلة والصدق والأمانة.

وأضاف «كعادتي أنطلق من تجربة فعلية، فمن يقول أود أن أكون مواطنا في هذا البلد المغرب، فإنه يقوم بتجربة يجد لها كلمة، تبعا لمنهجي الذي سرت عليه في مفهوم الحرية» والجميع يقول «أود أن أكون مواطنا، لكن هل الكل يعرف شروط المواطنة ولو عرفها لوجد أنها لا تنطبق عليه، المواطن هو من يساهم في بناء القوانين».

عن «القدس العربي» بتصرف