وجهة نظر

عندما تصطاد الموزمبيق في الماء العكر…

احتج الوفد المغربي بكل ديمقراطية دولية، وتماشيا مع الاعراف الدبلوماسية،راغبا الى ارجاع بعض الدول إلى غيهم، مادام من غير المقبول السماح لحركة وهمية متمردة عن الاصل،ومغرر بها الدخول لمؤتمر التنمية الافريقية الذي كان من تنظيم اليابان، بدولة الموزمبيق.

ومن ثم بدا واضحا أن السلوك الذي تقوم به دولة الموزمبيق ليس عرضيا بل منذ سنوات كثيرة،وخير مثال، في مدينة مراكش أثناء احتضان المغرب لكوب 22، برئاسة السيد صلاح الدين مزوار ،ارتكب رئيس الموزمبيق سلوك غير اخلاقي ومنافي للاداب العامة،وها هي العدوى انتقلت الى أتباعه بهذا التنظيم.

واليوم، يمكننا وصف الاعتداء الذي تعرض له وزير الشؤون الخارجية والتعاون،السيد ناصر بوريطة مع الوفد المغربي بالخطير والدال على نجاح الدبلوماسية المغربية في نفس الوقت،اذ نتابع هذا الهجوم المغرض الذي انطلقت منه هذه الدولة واستفزازاتها لاستهداف مبادئ الدبلوماسية المغربية التي تنبني على أسس سليمة وركائز متينة.

ولا شك أن انزلاقهم مع الدكاكين المعروفة بعداءها للوحدة الترابية يستحيل اعطاء ما يطمحون اليه،والمملكة المغربية الشريفة في تجاهل تام لهذا الامر خصوصا وأن المغرب عاد الى بيته الافريقي سابقا،والسؤال المطروح اليوم هو بأي موجب يستمدون الحق في اقحام حركة غير معترف بها وارتكاب هذا السلوك؟وفي مقابل ذلك، المغرب دولة المؤسسات ويلتزم بجميع القوانين الدولية والاعراف الدبلوماسية؟؟؟

وكان خطاب ثورة الملك والشعب بمناسبة الذكرى الرابعة والستين واضحا حول هذا السياق،اذ أكد فيه جلالته نصره الله “أن افريقيا هي المستقبل والمستقبل يبدأ من افريقيا”،وأن المغرب تربطه روابط العيش الكريم والحرية وتقرير المصير منذ بزوغ فجر ثورة الملك والشعب الى يومنا هذا ،ومشاركته في عدة اتفاقيات حول هذا الشأن.

تنبغي الإشارة إلى أن هذا الخطاب كان بمثابة غصة من الصعب عليهم هضمه،فأصبحوا متقوقعون حول أنفسهم دون احترامهم للأعراف الدبلوماسية،وهم في الحقيقة لا يعرفون بأنهم يهاجمون دولة تكن للبلدان الإفريقية كل الاخلاص والوفاء والتآزر.

وفي الوقت الذي يهدفون إلى خلق بلبلة في المؤتمرات الدولية والاتفاقيات التي تنعقد هناك،لاستغلالها كمطية،لم يكن لديهم علم أيضا بأن المغرب،كرس في ديباجة الوثيقة الدستورية لسنة 2011 كأسمى وثيقة بالبلاد،قيم التعاون وتعزيز وشائج الاخوة والتضامن مع الدول الافريقية،هذا إلى جانب الاتفاقيات الدولية العديدة التي صادق عليها في هذا الإطار.

وهكذا لا يسعنا الا القول بأن السيد الوزير التجمعي كان محقا في احتجاجه على هذه الحركة الوهمية التي سعت الموزمبيق الى دسها في التنظيم بجميع الطرق،والمناورات الغير المقبولة وبالتالي تبقى دبلوماسية المغرب ناجحة وستبقى دولة الموزمبيق متقوقعة حول نفسها وتصطاد في الماء العكر.