أخبار الساعة، منوعات

ماذا سيحدث إذا توقف “فيسبوك” عن العمل 24 ساعة؟

يتفاعل 2 مليار شخص يوميًا عبر موقع فيسبوك، يتشاركون من خلاله أخبارهم وتفاصيل حياتهم، ويتواصلون مع أصدقائهم وكأنهم معا، ويتراسلون عبر واتساب ويتبادلون الآراء والملفات مختلفة الأنواع وكذلك عبر إنستجرام، حيث ينشرون صورهم وفيديوهاتهم ويرون العالم بعيون الآخرين.

ولكن خللا تقنيا وقع أمس السبت، تسبب في انقطاع الخدمات الثلاث عن العمل لمدة ساعة كاملة، ما تسبب في حالة ذعر وأثار تساؤلات عديدة.

أسلوب حياة

تحولت شركة “فيسبوك” من مجرد شركة تقنية تعمل على بعض الخدمات التي تقدمها لمستخدميها، إلى إمبراطورية ضخمة تضم العديد من التطبيقات التي يستخدمها مئات الملايين من مستخدمي العالم، والتي لم تعد مجرد تطبيقات نختار أن نستخدمها، وإنما تحولت إلى أسلوب حياة عام يعيش به ملايين البشر حول العالم، فلم يعد هناك طريقة أسهل للتواصل مع عائلتك وأصدقائك أسهل من فيس بوك، وكذلك عبر واتساب يمكنك أن ترسل وتستقبل عددًا لا محدود من الرسائل النصية والفيديوهات والصور مجانًا، حيث وصل عدد الرسائل المتبادلة عليه في 2017 إلى 60 مليار رسالة يوميًا، مقارنة بـ20 مليار رسالة نصية SMS.

ولذلك لم يعد هناك اختيار يمكنك أن تغير نظام حياتك إليه، فأصبح كذلك إنستجرام هو المعنى المتعارف عليه للتصوير ومشاركة الصور مع متابعيك وأصدقائك يوميًا، دون الحاجة إلى أكثر من منصة للتصوير وتحرير الصور والفيديوهات، الكل أصبح متاحا لك في مكان واحد.

قناة تسويقية

بالتأكيد لا ينكر أي شخص أن منصات واتساب وإنستغرام وفيسبوك تحت مظلة شركة الموقع الأزرق تعتبر المنصات الإعلانية الأكثر شهرة حاليًا، فالجميع لديه حساب على فيسبوك وبالتالي أي معلن يرغب في الوصول إلى جمهوره وعرض منتجاته أمامهم، وبالتالي سيستطيع أن ينشر ويصل لمن يرغب في منتجاته ولديه استعداد أن يدفع له وذلك بمقابل يعتبر ضئيلاً أمام المبالغ الضخمة لوسائل الإعلان التقليدية.

وكذلك الأمر مع واتساب، حيث يمكن عمل مجموعات تراسل لمجموعة من جمهور شركة أو قطاع عمل معين، بحيث يتواصل أصحاب تلك الشركات مع جمهورهم أولاً بأول بحيث يعلمونهم كل جديد حول منتجاتهم وخدماتهم دون مقابل.

أما كل ما هو ممتع للعين من منتجات وخدمات ستجده حاضرًا على إنستغرام، فهي المنصة المفضلة للمصورين ومدوني الفيديو، خاصة في مجال الجمال والمرأة والموضة والأزياء والطعام، كل تلك المجالات يلمع نجم مريديها وسط متابعيهم على حساباتهم الشخصية على إنستحرام، وذلك يمكن أن يكون مدفوعًا أو مجانًا.

وإلى جانب طبيعة كل منصة منهم، فإن شبكة فيسبوك الاجتماعية تحمل قاعدة بيانات عملاقة لما يُقارب من ثلث سكان الأرض، من معلومات حول ما يحبون وما يكرهون وأين يعيشون ومن يعرفون من أصدقاء وعائلة وما يفضلون من هوايات وكذلك طبيعة عملهم وما هم مهتمون به ليعرفوا عنه أكثر، كل تلك البيانات وأكثر يتم تحليلها والخروج منها بنتائج تساعد المعلنين على الوصول بشكل أكثر دقة لجمهورهم المستهدف.

فإذا انهار كل ذلك لمدة 24 ساعة، سيكون الأمر صعبًا بل قد يخسر فيسبوك مليارات الدولارات لأن المستخدمين والمعلنين يرغبون في التواصل، فالمستخدم يريد منتجاً يثير اهتمامه ويلائم إمكانياته ويلبي احتياجاته. والمعلن يهمه أن يصل إلى هذا المستخدم، ولكن ذلك لن يحدث، وهنا سيبدأ المستخدمون في البحث عن بدائل، فطالما سقطت تقنيات وحدثت تطورات، والعالم لا يتوقف أبدًا.

حياتك الإلكترونية

الكثير من العلاقات الاجتماعية والعملية بكل أشكالها قد شهدت تطورًا كبيرًا من حيث طبيعتها وأطرافها، وقد ساعدت الحياة الإلكترونية ولو بجزء ضئيل، في الحفاظ على علاقات البشر ببعضهم البعض وتوطيدها أحيانًا، بل إنها تجمعك بالعديد من المهتمين بنفس اهتماماتك الموسيقية أو الأدبية أو الإنسانية، فتعتبر حياتك على فيسبوك بمختلف منصاته، حياة موازية لحياتك الحقيقية، وهي تساعدك أن تعيش تلك الحياة الموازية بشكل أكثر تفاعلية.