خارج الحدود

مشعر منى .. أكبر مدينة خيام في العالم (إنفوغرافيك)

قضي حجاج بيت الله الحرام يوم التروية في مشعر منى، الواقع على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام.

الحج

يفد ضيوف الرحمن يوم 8 من ذي الحجة إلى مشعر مِنى بمكة المكرمة، لقضاء يوم التروية ضمن مناسك الحج، وذلك قبيل توجههم للوقوف بجبل عرفة الركن الأعظم للحج.

وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.

ويُستحب التوجه إلى مِنى قبل الزوال -أي قبل الظهر- فيُصلي به الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا للصلاة الرباعية بلا جمع، ويستحب أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية. ويتدفق ضيوف الرحمن إلى صعيد جبل عرفات على بُعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.

ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة الكبرى (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة ثم الحلق أو التقصير.

ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، ليتوجهوا للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودوا إليها بعد “النفرة” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 و11 و12 و13)، ورمي الجمرات الثلاث؛ جمرة العقبة الكبرى والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل، وذلك لقوله تعالى “واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى”.

الموقع

يقع وادي منى على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو مشعر داخل حدود الحرم ووادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.

وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16.8 كيلومترا مربعا، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.

لا يُسكَن المشعر إلا مدة الحج ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.

ومشعر منى من أكبر المشاعر المقدسة احتضانا للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام، بما يقدر بـ 15% من مساحة السفوح الجبلية للمشعر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

وتستخدم المساحة المتبقية لنصب الخيام، الذي يعد أحد أكبر المشروعات التي نفذتها الحكومة السعودية لإيواء الحجاج بمساحة تقدر بـ 2.5 مليون متر مربع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة، باستيعاب 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.

المكانة

مشعر منى ذو مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع ثم حلق.

التاريخ

من الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية ؛ ففي العام الـ12 من البعثة النبوية كانت البيعة الأولى بحضور 12 رجلا من الأوس والخزرج لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. تلتها الثانية في العام الـ 13 من البعثة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة.

وهناك بنى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل “ثبير” قريبا من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المؤازرة والنصرة، وبعدها هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه صحابته إلى المدينة المنورة.

كما نزلت بها سورة “المرسلات”، فقد روى البخاري عن عبد الله (بن مسعود) -رضي الله عنه- قال “بينما نحن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها”.

المعالم

يشتهر مشعر منى بمعالم تاريخية، منها الشواخص الثلاثة التي ترمى، وبه مسجد “الخيف” الذي اشتق اسمه إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، قريبا من الجمرة الصغرى.

وقد صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال “شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”. وما زال قائما حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.