وجهة نظر

الإعلام والتفاهة

في الحقيقة ما دفعني لكتابة هذا المقال هو انتشار تلك البرامج التافهة عبر بعض القنوات التلفزية والإذاعية …
وبعد القراءة في كتاب و”مقال عن الاعلام الجديد وصناعة التفاهة”.

وانطلاقا مما يحدث حالياً فان الامر تعدى الحدود الطبيعية إلى أن تحول لعملية سريعة جداً لصناعة التفاهة والتافهين والدفع بهم للساحة كنجوم بدلاً من العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين الذين كانوا يوماً ما قدوات الأجيال في حياتهم عندما كان للإعلام حشمته وهيبته.

لهذا يجب ان لا نستغرب حالياً من ظهور وجوه إعلامية واجتماعية فجأة ودون مقدمات، فالجو العام يشجع على ذلك، فصناعة التافهين من سمات الاعلام الجديد.

تعلمنا في المدارس ان الثقافة في اللغة تعني المهارة، أو الفطنة وسرعة الإدراك، وأيضًا تعني العلوم والمعارف والفنون التي يدركها الفرد؛ لذا فإن أرادت المجتمعات أن ترتقي، فعليها بالفكر وأصحابه بمختلف تخصصاتهم، وعلى الإعلام دور كبير تجاه المجتمع، وهي مسؤولية يحاسب عليها؛ لأن أثرها عظيم.

في دول أوروبا وأمريكا انتشرت لوحات تحذيرية مكتوب فيها ” توقفوا عن جعل الناس الأغبياء مشهورين” موجهين، هذا التحذير للناس كافة ولمؤسسات المجتمع الإعلامية والاجتماعية.

ويبدو لي حاليًّا أن بعض الإعلام وأهله وبكل أنواعه – إلا ما رحم ربي – يُرسِّخ ثقافة التفاهة التي تعني رقة العقل وضعفه، وقلة قيمة أعماله، سواء كان ذلك على شكل برامج تلفزية سخيفة، لا تنمِّي الجانب الثقافي والأخلاقي والديني، أو برامج إذاعية ضعيفة، لا تفيد ولكنها تضر، أو مقالات ركيكة تمدح تارة، وتقدح تارة أخرى – حسب الحاجة – كلنا يعلم ان الانسان خلق عظيم؛ لذا فالعظمة تحيط بالإنسان بصفة عامة والمسلم بصفة خاصة أينما نظر وذهب، فما بال هؤلاء يرسخون التفاهة في مجتمعاتنا.