منتدى العمق

اتقوا الله في وطنكم مدينة إفران نموذجا

إن من الإشارات المثيرة في الخطاب الملكي، تلك التي قال فيها موجها خطابه للمسؤولين ، إتقوا الله في وطنكم ، هي إذن الإشارة التي لم يستوعبها مدبروا الشأن المحلي و الإقليمي بإفران ، بعد تسجيل الموسم السياحي لهذه السنة لأدنى مستوياته خلال 14 سنة الأخيرة ، مما يتطلب إعادة ترتيب الأوراق ، لا من طرف السلطات المحلية والإقليمية ولا من طرف المجالس المنتخبة ولا من جهة الفاعل المدني و المستثمرين المحليين .

إننا نعلم ارتباط العرض السياحي المحلي برحمة الرب و الطبيعة ، حيث سجلت هذه السنة أدنى مستويات الأمطار بإفران والتي وصلت 400 ملم بالإضافة إلى ضعف التساقطات الثلجية التي تشكل موردا هاما للفرشة المائية ، بالإضافة إلى حفاظها على صبيب العيون التي بدورها تشكل القلب النابض لواد عين فيتال .

لقد كانت إفران فيما مضى من الزمن مزارا للكادحين من أبناء هذا الوطن البئيس ، يقضون فيه أيام العطلة الصيفية بين أحضان الطبيعة مستمتعين بكرامة المياه و عذبها وبرودة الأجواء وصفائها ، كما يزورون المسبح البلدي بإفران ، ذو الدلالة التاريخية للمنطقة ، ويسبحون في برك واد عين فيتال ، خصوصا في الشلال الأقرب لعين فيتال . كما تعد إفران أيضا ملجأ متميزا للبورجوازية المغربية . التي تختلي بنفسها من ضوضاء المدينة و تعب العمل ، إلى هدوء الطبيعة وراحة النفس .

إن خطة إنقاذ إفران وحفظ ماء وجهها لن تتأذى إلا بتضافر جهود المجلس المنتخب ، والسلطات الإقليمية و المحلية ، اما الفاعل المدني المحلي فينتظر إلى أن تظهر النتيجة ليعرف الفريق الرابح ليذهب معه ، إن ما تحتاجه إفران ليس العصا السحرية ، بل قليلا من الحب ، و تدبير الملفات بقليل من الرزانة ، ولا أخفيكم ان تنفيذ الأوامر جر على المجلس المنتخب ويلات أضاعت رهان التميز من بين يديه ، ولا شك ان إعادة تأهيل المرافق السياحية و تطعيمها بقليل من حدس الإبداع ، كان سيحفظ ماء وجه المجلس و المدينة .

اتقوا الله في وطنكم : نقولها لأعضاء المجلس الجماعي المنتخب ، والحاضرين للسمسرة بخصوص مقاولات مواقف السيارات التي تنهب جيوب المواطنين ،  والسياح الوافدين حيث ان المجلس المنتخب يطالب المقاولات بمبالغ مالية كبيرة يعجز عنها المقاول المحلي آو بالأحرى الشباب المحلي الراغب في تحسسن ظروف العيش ، تضاف إليها الضريبة على القيمة المضافة التي هي الأخرى يأخذ المجلس حصته منها ، الشيء الذي يجعل من التعريفة المقترحة لوقوف السيارات تعرف ارتفاعا ، تصل في محطة تزحلق ميشليفن إلى 20 درهما و محطة عين فيتال و البحيرة الاصطناعية لابريري وسط المدينة 8 دراهم ،  وهو مجال المقارنة الغائب خصوصا والبنية التحتية و العرض السياحي المهترئ ، ما إذا قارناه بعين السلطان بإيموزار كندر ، التابعة ترابيا لعمالة صفرو و التي لا زالت مياه الرحمة تدب في أرجائها عكس عين فيتال ، تقدم عرضا سياحيا محترما ، بالإضافة إلى تعريفة ركن السيارة بين الدرهمين والثلاثة ، و يرضى بما قسم الله ، عكس المحليين بإفران الذين لا يتوانون في كيل انواع السب و قذف للمواطنين ، بلكنة فاسية ، ولا أخفيكم أن أولى عوامل التدمر التي يعبر عنها السائح المحلي  تأتي من هذا السلوك . وهنا يتجلى الدور الريادي الذي يجب ان يلعبه عامل الإقليم ورئيس المجلس المنتخب، بتخصيص زيارة تفقدية لهذه المرافق ، والوقوف على أهم الإختلالات ، وتحسين ظروف المنطقة . بل وسنكون من الحاضرين و المتابعين لهذا الإجراء الذي سيرفع أسس و قواعد للتنمية الحقيقية برؤية أستراتيجية تؤهل البعد الاجتماعي للساكنة .

لنا الحق في ان نقول ايضا اتقوا الله في وطنكم ، لكل المستثمرين الذين أنهكوا الفرشة المائية للمدينة ، في سبيل سقي المساحات الخضراء ، و ملء المسابح التي حرم منها ابناء إفران . لنا الحق كذلك في أن نقول للفاعل المدني بإفران ، اتقوا الله في وطنكم وأبناء وطنكم بعد ان حرموا شباب و أطفال إفران من استغلال دار الشباب بتعطيل الجموع العامة لمجلس الدار . كما لم يحركوا ساكنا في الترافع على قضايا الأمة، يستغلون ألسنتهم لكيل التهم و السب والشتم. اتقوا الله في وطنكم نقولها لساكنة إفران ، التي ترمي أكوام من القمامة ، في غير المكان المخصص له ، ولا تكلف نفسها عناء إغلاق الحاويات بعد استعمالها . اتقوا الله في وطنكم ، إذا المخيم البلدي أغلق تمهيدا لوضعه على طاولة التفويت ، للمستثمرين الخواص نظرا لموقعه الإستراتيجي ، المخيم الذي يحمل قيمة تاريخية محلية تعد ايضا عرض سياحي لا بأس به .

اتقوا الله في وطنكم ، وفي الحالة التي آلت إليها المجزرة البلدية ، بحي بئران زران بإفران ، دون أي تدخل لإصلاحها و تأهيل مرافقها وتحسين مظهرها الخارجي ، وجمع النفايات المتراكمة في أرجائها. اتقوا الله في وطنكم فدار الطالب بإفران ستستقبل ، موسم دراسي ببناية وأفرشه مهترئة ، وعمال لم يتقاضوا أتعابهم . في حين تصرف ملايين الدراهم على المهرجانات، دون أي قيمة مضافة. ومشاريع المبادرة تصرف في الحجر لا في البشر.

إذا أغلقنا المسبح البلدي، والمخيم البلدي، وطردنا السائح الوطني، بممارسات لا أخلاقية، ولم نؤهل البنيات السياحية ، فإننا معنيون بخطاب الملك، اتقوا الله في وطنكم.