آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

في ظل “أزمة نتائج مخيفة” .. هل يتمكن الوداد من تجاوز صن داونز ؟

تعيش مكونات فريق الوداد الرياضي البيضاوي منذ بداية الأسبوع الجاري على إيقاع تعبئة غير مسبوقة، والغاية المنشودة مؤازرة الفريق، الذي يجتاز حاليا أزمة نتائج، لتجاوز فريق صن داونز الجنوب أفريقي، من خلال تذويب فارق الهدف الوحيد الذي انهزم به في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا في بريتوريا، لانتزاع تذكرة التأهل إلى المربع الذهبي للعصبة.

وهكذا، فقد دخل نادي الوداد البيضاوي، مباشرة بعد عودته من بريتوريا، معسكرا إعداديا مغلقا بالعاصمة الرباط، تحت قيادة الإطار التقني حسين عموتة، استعدادا لهذه المباراة القفل، التي تقرر أن يحتضنها المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، مساء يوم السبت المقبل، عوض المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، وذلك بعد إغلاقه من أجل الصيانة استعدادا لاحتضان المباراة التي ستجمع المنتخب المغربي بنظيره الغابوني، يوم 7 أكتوبر المقبل برسم مباريات الجولة الخامسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا.

وفضل عموتة التربص خارج قلاع الفريق الأحمر تجنبا للضغط الذي غالبا ما يمارسه المحبون والأنصار وبعض وسائل الإعلام المحلية، وبالتالي التركيز رفقة طاقمه التدريبي على معالجة نقاط الضعف التي تحد من فعالية الفريق والتي ظهرت جليا خلال المبارتين السابقتين ضد كل من الفتح الرباطي برسم البطولة الوطنية وصن داونز الجنوب أفريقي برسم ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وإعادة الثقة لدى اللاعبين التي اهتزت في الآونة الأخيرة بعد النتائج السلبية.

و في هذا الصدد، يجمع المراقبون للشأن الكروي في المغرب أن فريق الوداد الرياضي يعاني تراجعا مخيفا على مستوى الدفاع الأوسط، يتمثل في التباطؤ وعدم التركيز وقلة الانسجام القائم بين الثنائي أمين عطوشي ويوسف رابح، وهو ما يؤرق بال المدرب عموتة الذي سيكون مجبرا على اعتماد تركيبة دفاعية فعالة للحد من سرعة مهاجمي صان داونز، الذين غالبا ما هزوا شباك الخصم من خلال القيام على المرتدات الهجومية.

أما على مستوى وسط الميدان، سيكون حسين عموتة مضطرا للاعتماد على رجل وسط هجومي إلى جانب السقائين ابراهيم النقاش و صلاح الدين السعيدي، والاستغناء عن خدمات المخضرم جمال أيت بن يدير وتعويضه بالمايسترو الواعد وليد الكرتي، الذي أبلى البلاء الحسن في مباراة الإياب ضد الأهلي المصري، ليكون العنصر المحوري بين خط الوسط والهجوم. ويبدو أن النجاعة الهجومية للفريق، تشكل ولازالت الشغل الشاغل للمدرب عموتة ومبعثا للقلق، خاصة بعد رحيل الثنائي وليام جبور وفابريس أونداما، ومحدودية المهاجمين الجدد الذين تم انتدابهم خلال الميركاتو الصيفي، علاوة على افتقاد الفريق لمهاجم أوسط صريح يجيد استغلال وإتمام العمليات الهجومية التي غالبا ما يقوم بها الجناحان محمد أوناجم، وإسماعيل الحداد.

والواقع، أن الفريق البيضاوي مطالب بأن يكون حاضر البديهة بقوة على مستوى النجاعة الهجومية في هذه المباراة المصيرية، وأن يتفادى تضييع الفرص وعدم التسرع، خاصة وأنه سيستعيد خدمات مهاجمه أشرف بن شرقي، الذي غاب عن مباراة الذهاب بداعي الإيقاف، وسبق له أن قدم خلال المقابلات السابقة قيمة مضافة كبيرة خاصة على مستوى النجاعة الهجومية.

وكان حسين عموتة قد عبر، عقب مباراة الذهاب، عن ثقته في قدرة فريقه على تجاوز الهزيمة بهدف للاشيء، مشددا على أن فريقه مطالب بالدفاع عن كامل حظوظه من أجل التأهل، مع تفادي المجازفة ضد فريق يتوفر على لاعبين قادرين على خلق الفارق في أي لحظة من اللقاء، من خلال الاعتماد على الهجمات المرتدة.

وأكد عموتة أنه سيتم اعتماد نهج تكتيكي مغاير لمقابلة الذهاب ومشابه للطريقة التي تم اعتمادها خلال مباراة الأهلي المصري، مبرزا أنه مع الدعم الجماهيري الكبير والمنتظر الذي سيحظى به الفريق الأحمر طيلة 90 دقيقة من اللعب، سيكون وداد الأمة على موعد مع التاريخ.

و على غرار اللقاءات الكروية السابقة، سيكون فريق الوداد الرياضي مؤازرا بجماهيره الغفيرة المنتمية في عشقه، والتي ستشد الرحال إلى الرباط، لتقديم الدعم غير المشروط لوداد الأمة في مباراته الحاسمة ضد صن داونز، يحدوها طموح كبير في بلوغ المربع الذهبي وبالتالي مواصلة المسير بثبات في هذه المغامرة الإفريقية.

وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، قد قرر تعيين طاقم تحكيمي من موريتانيا، للمواجهة المرتقبة بين الوداد البيضاوي المغربي، وصن داونز الجنوب إفريقي، يقوده الدولي الموريتاني، علي لمغيفري، بمساعدة مواطنه، وار عبد الرحمن، إلى جانب حكم ثالث من غينيا.