أدب وفنون، حوارات

فاطمة الزهراء الكربوبي : الكتابة شرفتي الوحيدة التي أطل منها على بحر أحلامي

أدباء شباب

هم مشاريع مبدعين وأدباء في بداية الطريق، لا يعرفهم الكثيرون، يحملون بين ضلوعهم همّ المتعبة والممتعة، زادهم في الرحلة قلم وورقة أو لوحة مفاتيح وشاشة والكثير من الأحداث والتفاصيل المخزنة في الذاكرة يترجمونها إلى كلمات.

– من هي فاطمة الزهراء الكربوبي ؟
– فاطمة الزهراء الكربوبي أنحدر من المدينة الحمراء “مراكش”، من مواليد 01 شتنبر 1994، أتابع دراستي الجامعية بكلية العلوم السملالية شعبة الكيمياء.

– ماهي العلاقة التي تربطك بالكتابة ؟
– علاقتي بالكتابة والمطالعة كعلاقة الطفل بثدي أمه، فهي شرفتي الوحيدة التي أطل منها على بحر أحلامي، هي المتنفس الذي أجدد به ثنائي أكسيد الألم بأكسيجين الأمل.

– منذ متى اكتشفت أن لوثة تسويد بياض الأوراق تسكنك؟
– ابتدأ شغفي بالمطالعة منذ أيام الطفولة كنت حينها مولعة بقصص جحا والأميرة وسندريلا… لكن سرعان ما إندثر هذا الإهتمام بسبب الإنشغال بالتحصيل الدراسي. ثم عدت بعدها في فترة المراهقة لتدوين تلك الأحداث المثيرة التي عايشتها تلك المدة.
كانت “الخبز الحافي” أول رواية قرأتها في سن السادسة عشرة للكاتب المغربي “محمد شكري”، استفزتني بجرأتها العالية وبحرفته التصويرية للأحداث لذا بحثت عن جزأيها الثاني والثالث، ومنذ ذلك الحين وأنا أعتبر الشحرور الأبيض ملهمي الأول. فبفضله أحببت القراءة ومعه تعلمت الكتابة بدون قيود وأقول أن “محمد شكري” بمثابة الباب للأدب العربي.
كنت في البداية أقلد الشحرور الأبيض في الكتابة، أستعمل بعضا من أساليبه أقتبس بعضا من كتاباته لكن مع مرور الوقت اكتسبت أسلوبا خاصا بي، أسلوب يتميز بالبساطة وبنقل الأحداث كما هي .
كانت كتابة المذكرات تشغل حيزا كبيرا في حياتي، من خلالها أسعى إلى تفريغ أحزاني أو أفراحي وأترجمها لكلمات تصل لقلب المتلقي بسرعة، ثم عدت بعدها إلى كتابة القصص القصيرة وبعضا من القصائد الشعرية. لكن كنت أصاب بالعجز الأدبي بين الفينة والأخرى، شعور غريب ممزوج بمشاعر الحزن والألم والضياع ورغم كل محاولاتي المتكررة لتفاديه إلا أنه يبيت معي لأيام تتراوح بين الثلاثة والعشرة ثم يعود أدراجه تاركا لي المجال لتخصيب مخيلتي من جديد. فأحمل قلمي الأسود وبجانبي كوب قهوة أو شاي أو حتى قطعة خبز ثم أشرع في التمرد على بياض الأوراق مشكلة بذلك لوحة فنية مطبوعة بروحي تلمس قلب القارئ وتنير عقله…
إن الكتابة فن من الفنون، ويكمن فنها في صياغة جمل وعبارات بأسلوب فصيح يسهل فهمه لكل الناس بعيدا عن الزخرف اللفظي والتصنع.
والقطعة الأدبية لا تلمس القارئ إلا إذا تفجرت من ألم الكاتب، فالكلمات التي تلمس القلوب هي كلمات تنبع من آلام عميقة. ولن تتحول إبداعاً إلّا إذا لامسها الألم الراقي وصقلها لتصبح تحفة ثمينة في متحف الحياة.
فكم من كتاب غيّروا العالم بسلاح الكلمة، وكم منهم حولوا مسار التّاريخ لأنّهم ناضلوا بالكلمة.

– ما هي طقوس وتوقيت الكتابة لديك ؟
– لتسويد بياض الأوراق لا أحتاج إلى طقوس معينة تكفيني غرفة هادئة بضوء خافت لأطلق العنان لقلمي.

– هل الالهام يأتي إليك، أم أنك تضربين معه موعدا في مكان أو أمكنة ما ترحلين إليها للقائه ؟
– غالبا ما يزورني الإلهام ليلا دون سابق إنذار، وأحيانا عند ركوده أضطر لتنشيطه بنسيم البحار فينعش من جديد.

– كتاباتك خيال واقعي، أم ترجمة منك للواقع أم هما معا ؟
– في البداية كنت أترجم واقعي إلى كلمات، لكن الآن كتاباتي تتوزع بين ماهو خيال واقعي و ماهو ترجمة للواقع.

– أكيد أن هم الكتابة ثقيل، فكيف تواجهين السؤال اليومي الذي يتردد صداه في ذهنك الذي يقول ماذا سأكتب هذه المرة ؟
– من أكثر الأسئلة التي تؤرقني وتثقل كاهلي : ماذا سأكتب في المرة المقبلة، لكني أواجهه بالمطالعة اليومية لكي أنمي وأغني رصيدي اللغوي والمعرفي وبه أتغلب عن هذا الخوف.

– ما هو الصنف الأدبي الذي تجدين فيه نفسك ويمكنك الابداع فيه أكثر ولماذا؟
– بداياتي كانت مع الخواطر، لكن الآن أحبذ كتابة القصص القصيرة أجد فيها نفسي و بإمكاني الإبداع فيها.

– ما هو حلمك الأدبي الأبدي في مجال الكتابة والابداع بالكلمات ؟
– حلمي الأدبي هو أن أجعل المهمشين يصرخون أدبيا وأن أحمل مشعل الكتابة بعالمنا.

– هل من كلمة حرة ؟
– إلى كل من يقرأ ،أهدي هاته الكلمات : لا أحد يولد كما يريد أن يولد ، وليس للقراءة والكتابة زمان أو مكان أو سن محدد وإن جعلنا الإرادة والعمل الجاد نصب أعيننا فأكيد سنصل للمبتغى.