سياسة

يحياوي: العثماني فوت على الجناح الاستئصالي بالدولة فرصة إنهاء البيجيدي

قال المحلل مصطفى يحياوي، إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، فوّت على ما سُمي بالجناح الاستئصالي داخل الدولة فرصة إنهاء وجود حزب العدالة والتنمية، مشيرا أن العثماني شخص يختلف كثيرا في كيفية تدبيره للأزمات وتعامله مع الخصوم عن سلفه، عبدالإله بنكيران.

وأوضح أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية في حوار مع يومية “أخبار اليوم”، أن العثماني شخص يميل إلى تجنب الاصطدام، وتجنب استعمال ما يؤدي في نهاية المطاف إلى وجود صراعات عنيفة حول المصالح السياسية، معتبرا أنه شخص حذر في سلوكه السياسي.

وشدد يحياوي على أن العثماني شخص يحاول أن يتجنب ما أمكن الاصطدام مع السلطة وإغلاق الأبواب المؤدية إلى ذاك، مبرزا في الآن ذاته أنه لا يمكن تحميل العثماني أي تهمة تتعلق بإضعاف حزب العدالة والتنمية، مشيرا أن العثماني لم يصدر عنه أي قرار «لا شعبي» مثل تلك التي اتخذها بنكيران.

وأضاف أنه “من الصعب أن نجزم بكون قرارات سعد الدين العثماني بصفته رئيسا للحكومة، ساهمت في التأثير سلبا على صورة الحزب، ثم إنه من الناحية السياسية لم يظهر بعد ما يدل على ذلك”، مبرزا أنه “على مستوى الانتخابات الجزئية، لاحظنا أن المقاعد التي كان يُرجح ويُفترض أن تؤول إلى حزب العدالة والتنمية، فاز بها، كما الشأن بالنسبة إلى انتخابات تطوان الجزئية الأخيرة”.

ونفى يحياوي أن يكون البيجيدي يعاني من أزمة تيارين داخل الحزب، معتبرا أن ما يوجد هو أرضيات سياسية اختلفت في التقدير السياسي المرحلي، وليست هناك اختلافات عميقة وجذرية في هوية الحزب وإيديولوجيته، مضيفا أن ما يقع الآن من اختلاف داخل «المصباح»، طبيعي؛ تفرضه اللحظة، ولا يمكن أن يقاس مثلا بالاختلافات التي يشهدها حزب الاستقلال.

وأبرز أن البيجيدي يتوفر في جميع الأحول على مناعة تنظيمية تحول دون حدوث انشقاقات أو انقسامات، ذلك أن الحزب له إطار دعوي يؤطر السلوك السياسي لحزب العدالة والتنمية، ولعل البلاغ الأخير لحركة التوحيد والإصلاح، الذي جاء بمثابة تنبيه بضرورة مراعاة الإطار الأخلاقي الذي يؤطر السلوك السياسي لقيادة الحزب ولمناضليه، قد آتى التوجيه أكله، عبر تخفيف بنكيران والعثماني لخرجاتهما الإعلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *