وجهة نظر

ثبتت الرؤية

أن تأخذ موقفا وتتبنى منهجا فهذا ضروري في السياسة، أما أن تجعل من حزب ذي حمولة تاريخية ووطنية حزبا تابعا لجماعة ضالة فهذا لعمري ضرب من الوصولية والتملق. حتى لا نقول ضربا من الخبل السياسي. هل فقد بعض ساستنا ذاكرتهم؟ هل أصيبوا بالخرف إلى هذا الحد؟

هكذا أصبح الإرث الفكري والرصيد النضالي لرفاق الأمس في كف عفريت وتبخرت مصداقيتهم في زمن النفاق والمحاباة و”قليب الفيستة”. كيف تُـذوّبُ نار مصباح خافتة حديد المطرقة والمنجل؟ هكذا يطلع علينا رفيق طوحت به الأيام ليسخر من ذكائنا كمغاربة.

منذ البداية كنا ننظر بريبة لتلك التحالفات القوس قزحية، تلك الزيجات التي يحرمها التقاليد السياسية العريقة. إنه مسخ فكري لا يقبله عاقل ولايستسيغه كل من يعرف علي يعتة ورفاقه الذين نقشوا في الصخر قناعاتهم السياسية، في زمن البارود والرصاص الكاتم الصوت، لا زمن البوكيمون والكوبلات الحكومية. لكن ما دمت في المغرب فلا تستغرب. هذا مصابنا في الوضع السياسي الحالي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقولة “التحكم” أصبحت حصان طروادة الفاشلين الخارجين من نافذة التاريخ والواقفين بأعتاب الجماعات الضالة سياسيا. مقولة مستهلكة لأن حقيقة الفصيل وضعفه كفيلين بدحر هذا المعطى المتهالك الذي لا يعدو أن يكون شماعة يُعلق عليها هذا الفشل التاريخي في تنزيل برنامج حزبي حقيقي بدل تنزيل مجموعة من الخواطر والهلوسات السياسوية التي لن تقنع حتى ساكنة المريخ.

اللهاث خلف الكراسي والمناصب ذات الأجور السمينة في السياسة هو المحرك لدى السواد الأعظم من المرشحين لكن الطموح السياسي أمر مشروع، المشكلة هي الخلط بين الوصول والوصولية والخلط بين حرية التعبير وحرية التطاول على المعلوم من ثوابت المغاربة من أجل سواد عيون الحاكم بأمر الله، وكلنا نعرف أن الجماعة المعلومة تعيش عمرها الإفتراضي وزمن اللعب السياسي انتهى.

أيها الرفيق المبجل والأخ المبهدل هل نحاكمك بتهمة الغباء السياسي أم نتركك لضميرك حتى ترجع عن غيك وضلالك؟ ما كان لك أن تلعب دور المريد في مَشيَخة الحاكم بأمر الله. فمن رمى بك في هذا المستنقع أكل الثوم بفمّك، عليك بالبامبرز وعليك بصلاة استخارة صادقة للخالق تطلب فيها الرحمة والغفران من الوطن. وإننا لنرجو من الله أن لا تنقض وضوءك بعد أن تتوب وأن تظل في صباغتك التي للأسف “تقشرت” بفعل الإحتكاك بالجدران القصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *