منتدى العمق

كفى عبثا .. اطلقوا سراح الطلبة المعتقلين

يوما بعد يوم يتأكد أن الغباء ومنطق العبث هو الذي يحكم في هذا البلد السعيد، فالنظام الفاسد المستبد لا يكاد ينهي فصلا من مسلسل العبث حتى يبدأ فصلا آخر اكثر دراماتيكية، فبعد الاعتقالات التعسفية التي طالت شباب الريف الذين خرجوا للمطالبة بمطالب اجتماعية أجمع الكل على عدالتها ومشروعيتها ليجدوا انفسهم في سجون الذل والعار.

بدورها ساكنة زاكورة التي اخرجها العطش للاحتجاج كان لها نصيب من بركات المقاربة الامنية التي اصبحت العنوان الابرز للمرحلة الراهنة خاصة بعد اشادة اعلى سلطة في البلد بدور الاجهزة الامنية في حراك الريف، فعوض ان توفر الدولة الماء للعطشى قامت باعتقال المحتجين.

فصل اخر من فصول هذا المشهد العبثي ابتدأ ليلة الخميس 19 أكتوبر الجاري حين اقدمت الاجهزة الامنية بمدينة الجديدة على تدخل عنيف بالحي الجامعي واعتقلت خلاله سبع طلبة مازال اربعة منهم رهن الاعتقال بعد ان احالهم الوكيل العام على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف وهم يتابعون الان بتهم ثقيلة.

فهل أصبح الخروج السلمي للمطالبة بمطالب اجتماعية بسيطة يزعج الماسكين بزمام الامور في هذا البلد الى هذا الحد؟ وهل ضاقت حويصلة المخزن بكل صوت حر أبي الى هذه الدرجة ؟ !!

طلبة يخوضون معركة نضالية حضارية من اجل ملف مطلبي عادل ومشروع على رأسه المطعم الجامعي الذي ما زال لم ير النور رغم مرور ازيد من عشرين سنة على افتتاح الحي الجامعي !! يعمل المخزن على التشويش عليهم بكل الوسائل والاشكال حصار و تضييق ثم بث لعناصره ومخبريه لاستفزازهم وزرع الفتنة والبلبلة بينهم.

حكمة الطلبة وتبصرهم لم يحل دون أن يواصل المخزن السيناريو المحبوك باقتحام الحرم الجامعي وتنفيذ فعلته الشنيعة باختطاف الطلبة تحت مبررات اصبحت مألوفة وممجوجة وهي اختطاف رجل امن واحتجارزه بمرافق الحي الجامعي.

إن هذه الممارسات اللامسؤولة تكشف بجلاء عمق الازمة التي تتخبط فيها السلطة الحاكمة والتي لم تستوعب التغيرات الكبيرة الحاصلة بعد حراك 2011 والمتمثلة في كسر حاجز الخوف والتطلع الى الانعتاق والحرية.

تخبط جعلها أي: (السلطة الحاكمة) لا تتردد في الافراط في التعاظي القمعي مع كل حركة مطلبية مهما كانت بساطتها واستعمال العنف وكل اساليب القمع والتنكيل بخيرة شباب الامة والزج بهم في السجون والمعتقلات.

واقع ردة خطير يثير مخاوف كبيرة ويفرض على الكل التخلي عن انانياته والانخراط في جبهة موحدة للعمل المشترك لايقاف هذا العبث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *