مجتمع

بعد ورزازات.. تلميذ آخر “يشرمل” أستاذه بالرباط والأمن يعتقله (فيديو)

لم تكد “موجة الغضب” التي أثارتها حادثة اعتداء تلميذ على أستاذه بإحدى ثانويات ورزازات تهدأ، حتى ظهرت حادثة اعتداء جديدة صباح اليوم الثلاثاء، تعرض لها أستاذ ﺑﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ بالرباط، على يد تلميذه، فيما سارعت الشرطة القضائية لاعتقال التلميذ المعتدي فور علمها بالحادث.

وأوضح مصدر محلي لجريدة “العمق”، أن الاعتداء الجديد تعرض له ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻷﺯﺭﻕ، أﺳﺘﺎﺫ مادة ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﺕ ﺑﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ بحي “ﻣﺎﺑﻴﻼ” بمقاﻃﻌﺔ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻴﺔ باﻟﺮﺑﺎﻁ، من طرف أحد تلاميذه، حيث ظهر على مقطع فيديو وهو مصاب بجروح على مستوى الرأس.

وكشف الأستاذ المذكور في شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، صباح اليوم، أن التلميذ المعتدي هو “شخص منحرف كثير الغياب، لا يأتي للمدرسة إلا نادرا، واليوم دخل إلى القسم على الساعة 10:35، وطلبت منه المغادرة، قبل أن يدخل معي في مشاداة كلامية ثم اعتدى علي”، في حين كشف زملاء التلميذ المذكور لائحة غيابه التي تتضمن غيابات كثيرة عن الدراسة.

وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، أن عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الثالثة بولاية أمن الرباط، فتحت بحثا قضائيا، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مع التلميذ الذي يدرس بثانوية ابن بطوطة، وذلك للاشتباه في تورطه في الاعتداء الجسدي على أستاذه الذي يعمل بنفس المؤسسة التعليمية.

وأوضح بلاغ للمديرية، أن “مصالح الأمن قامت، فور إعلامها بواقعة التعنيف صباح اليوم الثلاثاء، بالقيام بمجموعة من الأبحاث والتحريات التي مكنت من توقيف التلميذ المخالف، البالغ من العمر 18 سنة، كما تواصل حاليا إجراءات الاستماع للأستاذ الضحية وكذا الشهود الذين عاينوا الواقعة”.

وأضاف المصدر ذاته أنه سيتم تقديم التلميذ المشتكى به أمام أنظار العدالة، فور الانتهاء من إجراءات البحث التمهيدي الذي تشرف عليه النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالرباط.

يأتي ذلك بعدما أقدم تلميذ يتابع دراسته بثانوية “سيدي داود” بورزازات، على الاعتداء جسديا على أستاذه داخل الفصل، وهو ما أثار غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي، كما دعت النقابات التعليمية إلى إضراب وطني غدا الأربعاء وبعد غد الخميس، “من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية”، بالموازاة مع وقفات احتجاجية اليوم الثلاثاء.

وأوقفت قوات الأمن بورزازات، التلميذ المذكور البالغ من العمر 17 سنة، حيث أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأبحاث الأولية أظهرت عدم تسجيل أية شكاية في الموضوع، سواء من قبل الضحية أو الإدارة التربوية، مشيرة إلى أن الأبحاث التي باشرتها مصالح الأمن بناء على المعطيات الواردة في شريط الفيديو، مكنت في ظرف وجيز من تحديد هوية المشتبه به، الذي تم توقيفه صباح اليوم وإخضاعه لبحث قضائي بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة.

ويخوض غالبية نساء ورجال التعليم بإقليم ورزازات، اليوم الثلاثاء، إضرابا عن العمل، تنديدا بالاعتداء الذي تعرض له أستاذ ثانوية “سيدي داود”، حيث كشف مصدر نقابي بورزازات في اتصال لجريدة “العمق”، أن نسبة الإضراب بالمؤسسات التعليمية الواقعة بالمجال الحضري لمدينة ورزازت وصلت 100%، مضيفا أنه ستنظم وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام المديرية الإقليمية للتعليم بورزازات.

وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، أنه تم الاحتفاظ بالتلميذ القاصر المشتبه فيه لدى مصالح الشرطة القضائية لإجراء البحث معه، وأنه سيتم تقديمه أمام النيابة العامة المختصة لاتخاذ المتعين قانونا في حقه فور انتهاء البحث.

كما قررت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات، تقديم شكاية لوكيل الملك، وإيفاد لجنة إقليمية للوقوف على حيثيات الواقعة واتخاذ الإجراءات التربوية والتأديبية اللازمة، واصفة ما حدث بأنه “اعتداء شنيع”، كما أعلنت الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بجهة درعة تافيلالت، عن إدانتها وشجبها الشديدين لـ”هذا السلوك اللاتربوي”، معبرة عن تضامنها المطلق مع الأستاذ وزملائه وأفراد عائلته.

وكشف حسن خولال، والد التلميذ الذي اعتدى على أستاذه بورزازات، أن النيابة العامة قررت إيداع ابنه السجن المحلي، وحددت يوم الثلاثاء 14 نونبر الجاري، كأول جلسة لمحاكمته، مضيفا أنه تم رفض طلب السراح المؤقت الذي تقدم به محاميه، مضيفا في تصريح لجريدة “العمق”، أن ابنه كان ضحية استفزازت أستاذه، حيث اتهم هذا الأخير بأنه “يقوم بسب وشتم التلاميذ وإساءة معاملتهم، وهو ما لم يستسغه ابني فكانت ردة فعله الاعتداء عليه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • موحا
    منذ 6 سنوات

    يجب إعادة التجنيد الاجباري لمثل هؤلاء الاوغاد والمشرملين الدين يعتون في الأرض فسادا مادا تنتظر منهم الدولة ..هدا هو الحل الوحيد لإعادة تربيتهم ولا غير ...