سياسة

الشيات يبرز دلالات حضور الملك في القمة الأفريقية الأوروبية بأبيدجان

يشارك الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، في أشغال القمة الإفريقية الأوروبية الخامسة، التي تحتضنها عاصمة الكوت ديفوار، أبيدجان، والتي ستستمر إلى يوم غد الخميس، واعتبر دبلوماسيون حضور الملك في القمة بالحدث الكبير والذي يحمل الكثير من الدلالات على غرار حضوره في القمة الأفريقية التي عقدت في عاصمة إثيوبيا أديس أبابا في نهاية يناير الماضي، والتي تم الإعلان فيها عن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.

الحضور الشخصي للملك محمد السادس في أشغال القمة، بالنسبة لخالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، يحمل الكثير من دلالات، أبرزها في أن المغرب قطع مع سياسة “الكرسي الفارغ” وأصبح مبدأه قائم على الحضور في جميع المحافل الإفريقية، وهو مبدأ من مبادئ التي ستقوم عليها الدبلوماسية المغربية خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية الوحدة الترابية.

وأوضح الشيات في حديث مع جريدة “العمق” أن حضور الملك في قمة أبيدجان، له بعد استراتيجي وفيه الكثير من الحكمة، ويبقى منسجما مع استراتيجية المغرب في إفريقيا عموما وفي كل القضايا التي تهم القضايا الإفريقية، مضيفا أن المغرب أراد ان يكون حاضرا من الناحية الاقتصادية والسياسية، وهو موجود عمليا في الفضاء الإفريقي، وغيابه لا يخدم طرح المغرب في الدفاع عن قضايا واهتمامات إفريقيا.

وفي السياق ذاته، أبرز أن غياب المغرب عن هذا مؤتمر كبير كهذا قد يحدد مجموعة من الاستراتيجيات خاصة أنه يجمعها مع قوى أوروبية التي هي حاضرة في هذه القارة ومؤثرة فيها، مضيفا أن غياب المغرب عن مؤتمر تحتضنه الكوت ديفوار إحدى الدول الداعمة للمغرب قد يفهم بأنه نوع من المخاطرة بالأنشطة الدبلوماسية مع دولة شقيقة ولها علاقات طبية مع المغرب.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن حضور الملك هو دلالة على أن المغرب لا يهمه من حضر من باقي الدول خصوصا ما يسمى بـ”البوليساريو” بل هو حاضر للدفاع عن قضايا ومصالح المغرب، موضحا أن ما يسمى بـ”الجمهورية العربية الصحراوية” لا وجود لها في قائمة جدول أعمال هذا المؤتمر ولا يناقش قضايا من هذا القبيل بل يناقش قضيا التنمية والهجرة والأمن والإرهاب.

واعتبر الشيات أن الوفد الأميري الذي يرافق الملك له دلالة على اهتمام المغرب بإفريقيا وإيلاؤها الأهمية التي تستحقها، ودلالة على أن الفضاء الإفريقي فضاء مهم لا محيد عنه وأن كل ما يمكنه أن يزعج المغرب أو يضعه في موقف حرج فالمغرب يتجاوزه ويضع على عاتقه الدفاع عن إفريقيا وقضاياها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *