وجهة نظر

احبك يا بني!

اراد ان يسافر لوحده في محاولة انفلات من رقابتي…وتحرر من اسئلتي ….

اراد ان يقول لي: كبرت يا امي…وصرت شابا  بصفات رجل متكاملة…..

حقا لقد كبر مرة واحدة ،او لعلي لم اكن انتبه وهو يزداد طولا بسنتمرات  ملموسة……و شعيرات لحية خفيفة ….وصوت  بنبرات خشونة لافتة….

حاولت ان اعترض…حاولت ان  اعلن غضبي  …..واصرخ في وجهه واستدني فلبه  في محاولات  جادة لتفليم اظافره وثنيه عن فكرته الغريبة عني ….ولكن  الحاحه علي ووعوده التي قدمها على طبق حنو رائع  ،و فرحته التي تنط من نظرات عينيه العسليتين  بالسفر  رفقة ابن عمه اضعفوي واسكتوا  دواخلي المسكونة بلهفة الحب والممزوجة بغلالة خوف غير مبرر…..وجعلوني اتنازل عن صرامتي في هكذا مواقف وألين دفعة واحدة بل وأحالوا  كل احاسيسي المتقلبة … الى حزمة دعوات تضرعت فيها للمولى فوكلته امري….واعلنت في تمتمات طغلة مشاكسة قبولي بواقع الحال.

وانى لي ان ابقى على عهده بي وعهدي بنفسي وهو  مقبل على الدراسات المتخصصة ،بعد البكالوريا؟؟؟

انى لي  غير الدعاء له كي يحفظه المولى بعينه التي لا تنام ويحرسه بعزه الذي لا يضام؟؟؟

اه  يا زمن!

في غفلة منا كبرنا….في غفلة منا  كبر همنا  مع فلذات اكبادنا….وكبر ترقبنا و املنا فيهم……وكبرت معنا مخاوفنا عليهم…..كبرت وامتدت حتى صارت احاسيس ملازمة …تنغص بين الفينة والاخرى فرحتنا ….وصفاء سرائرنا.

اه يا زمن!

لو ان لي باحبتي قوة …ما تركت احدا منهم  يفارقني …

لو ان لي بهم سطوة….. لأحطت نفسي بهم، لعلي اشبع من حنوهم وحنانهم  واقنع من مشاكساتهم و لغوهم وقهقهاتهم العالية التي تحن لها جدران بيتي البارد  ….لكن هيهات  …..!

فرقتنا الحياة وفرقنا الردى ……وفي كل مرة  يكبر وشم الفراق في  هذا القلب  الضعيف …..وهذه البنية التي اهتزت غير ما مرة  امام  آلام الفراق والفرقة والتفريق….

هي غلالة آلام  اخذت مني_باعتراف المقربين_ شيئا كثيرا من روحي المرحة و ملامح جميلة من  خفة ظلي….

اه يا فلدة كبدي يا بني !اعرف انك كبرت  و افرح  لنضجك و طموحك …..و انحني امام  لطفك  ودماثة اخلاقك….لكني  اخاف عليك من نسمات الهوى ان تلفك على حين غرة….اخاف عليك من حرقة طائشة وعين لامة ….تاخذ منك  شيئا مما غرسته فيك وتعهدته بالرعاية والعطف وسقيته بماء العيون  ….

وبكلمة، يا احب الي من نفسي ….سميتك محمدا تبركا بالنبي (ص )،فكن  من شيمه الفاضلة مغترفا ،وبي  رحيما ولي ولأسرتك الصغيرة وفيا.

هذه رسالتي اليك يا بني ….بعفويتي المعهودة  بصمتها…..بصدقي الغلاب وقعتها….على  هذا الحيز الحر و المكشوف نشرتها…. لاقول لك بصوتي الصارخ: احبك يا بني!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حياة
    منذ 6 سنوات

    كلمة أقولها لك أختي, عادي, هذه هي الحياة.أتفهمك فأنت كما يقول الفرنسيون maman poule.......لا عليك و لا تخافي فتربيتك لأولادك و الحمد لله أكثر من رائعة.ماشاء الله عليك و حفظك الله و وعائلتك من كل أدى.... عليك أن تكوني قوية فهذه سنة الحياة اليوم أو غدا سيرحل ليبدأ حياته الشخصية.....ربيته على التقة بالنفس و هو الآن في مفترق الطرق يبحته عن كيان خاص به فإما أن تكوني معه في قراراته أن تساعديه إياك تم إياك من تقولي " لا "بدون تبرير ناقشيه لكن كوني حدرة من أن تفرضي عليه شيئا فهو في مرحلة حرجة و أنت أدرى بذلك...كوني معه لاعليه....فالآن هو أصم لا يسمعه إلا نفسه ...خلاصة القول أنا لست خائفة عليه أكثر من خوفي عليك.....