سياسة

مقتل مغربي بمعبر مليلية يجر بوريطة للمساءلة عن “عنصرية” إسبانيا

وجه المستشار البرلماني نبيل الأندلوسي، سؤالا إلى وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، حول الأسباب التي أدت إلى وفاة شاب وسقوط عدد من الجرحى والإغماءات، بمعبر “باريوتشينو” الحدودي بين بني أنصار بإقليم الناظور ومليلية المحتلة، الإثنين الماضي.

وطالب عضو مجلس المستشارين عن حزب العدالة والتنمية، من وزير الخارجية كشف الإجراءات المتخذة للتصدي لما سماه “التعسفات العنصرية الصادرة من بعض أفراد القوات الأمنية الإسبانية تجاه المواطنين المغاربة”، مشيرا إلى أن معبر “باريوتشينو” يعرف اكتظاظ بسبب إجراءات التضييق التي اتخذتها السلطات الأمنية الإسبانية.

وتساءل المستشار البرلماني عن خلفيات تشديد إجراءات الدخول لمدينة مليلية المحتلة، مسائلا وزير الخارجية بالقول: “هل من تنسيق مع السلطات الإسبانية في هذا الشأن خاصة بعد منع المواطنين المغاربة من المرور عبر معبر بني انصار، وتحويلهم إلى معبر “باريوتشينو” الذي وقع فيه الحادث المأساوي؟”.

كما تسائل المستشار عن “آليات التنسيق ما بين الجانبين المغربي والإسباني على مستوى تدبير معابر الحدود الوهمية، والمعايير التي تستند عليها السلطات الإسبانية لإغلاق المعابر وفتحها بشكل انفرادي”.

وكان حزب العدالة والتنمية ببني أنصار فرخانة بإقليم الناظور، قد اتهم الأمن الإسباني بالعنصرية في تعامله مع المواطنين المغاربة بالمعابر الحدودية، وذلك بعد يوم واحد من مقتل مغربي وإصابة آخرين في حادث تدافع بمعبر “باريو تشينو” الحدودي بين مدينتي الناظور ومليلية المحتلة.

الكتابة المحلية للحزب ببني أنصار، استنكرت في بلاغ سابق لها توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، ما سمته “المزاجية التي تتعامل بها السلطات الإسبانية مع المواطنين المغاربة، من خلال السماح بالمرور لمن تشاء ومنعها من تشاء بشكل استفزازي”، محملة الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عن “المأساة والمعاناة الحقيقية التي يتعرض لها المواطنون العابرون لحدود العار مع مليلية المحتلة بشكل يومي، وذلك بصمتها المطبق وغير المفهوم”.

ودعا البلاغ ذاته الدولة بشكل عاجل إلى وضع حد لمعاناة المغاربة المرتبطين بعقود عمل بمليلية المحتلة، وذلك لتسهيل عملية العبور عبر الحدود، مؤكدا استمرار الحزب في الدفاع عن مصالح المواطنين والتفاعل مع قضاياهم.

وأعلنت السلطات المحلية لإقليم الناظور، الإثنين المنصرم، عن وفاة أحد المصابين الذين سقطوا خلال حادثة تدافع بمعبر “باريو تشينو” الحدودي بين مدينتي الناظور ومليلية المحتلة، موضحة أن الأمر يتعلق بشخص يبلغ من العمر 39 سنة، كان قد أصيب صباح اليوم على الجانب الآخر للمعبر، ولفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى مليلية الإقليمي، مشيرة إلى أن السلطات ستعمل على اتخاذ جميع الإجراءات لنقل جثمان الضحية إلى مسقط رأسه.

السلطات المحلية لإقليم الناظور، أوضحت أن الحادثة خلفت إصابة 4 أشخاص بحالات إغماء على الجانب المغربي من المعبر، تم نقلهم إلى المستشفى الحسني بالناظور، حيث غادر ثلاثة منهم المستشفى بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، فيما تم الاحتفاظ بشخص واحد تحت المراقبة الطبية، لافتة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة على الجانب المغربي من المعبر.

يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من حادث تدافع مماثل في مركز “تاراخال الثاني” بمعبر باب سبتة الحدودي، أسفر عن مقتل امرأتان وإصابة أخرى بجروح في عملية دهس نجم عن تدافع آلاف من ممتهني التهريب المعيشي، حيث فتحت السلطات المختصة تحت إشراف النيابة العامة تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *