مجتمع

الداخلية ترفض اسم “أريوس”.. ووالده يستدعي التاريخ لتفسير معناه

لا يزال المواطن أنعام احماد وزوجته أنعام الزهرة المنحدران من مدينة أرفود، ينتظران بفارغ الصبر تمكينهما من تسجيل مولودهما المزداد بتاريخ 2 يناير 2018، بالاسم الأمازيغي “أريوس”، وذلك بعد أن رفض ضابط الحالة المدنية بجماعة أرفود تسجيله بالاسم المذكور.

واستفسر والد “أريوس” ضابط الحالة المدنية بجماعة أرفود، عن مآل طلب تسجيل مولوده في سجلات الحالة المدنية، وذلك بعد أن أخبره الموظف المذكور بإحالة طلبه على اللجنة العليا للحالة المدنية للبث فيه.

وطالب أنعام احماد، في مراسلة تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، بموافاته بمستجدات طلبه حتى يتسنى له متابعة الملف، مشيرا إلى أن تسجيل مولوده قد استنفذ المدة القانونية المحددة لتسجيل المواليد الجدد في سجلات الحالة المدنية، بما يقرب الشهر.

ويظل المواطن أنعام احماد متشبثا بـ”أريوس” كاسم اختاره لمولوده الجديد، حيث راسل أيضا، اللجنة العليا للحالة المدنية بوزارة الداخلية، مطالبا إياها بقبول الاسم الأمازيغي “أريوس” في سجل الحالة المدنية.

وكشف أنعام أن لفظ “الأريسيين” ورد في الرسالة النبوية الشريفة التي وجهها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيصر عظيم الروم، مشيرا أن “هذا اللفظ لا يعني الفلاحين كما شرحه القرطبي وغيره”، لافتا إلى أن “قيصر الروم اختص بهذا اللفظ ليقصد الرومان الموحدين التابعين لما سماه المؤرخين “الأريوسية”.

وأوضح أن “الأريوسيون”، “هم الموحدون التابعون لرجل أمازيغي اسمه “أريوس” (250م 336م) الذي ضحى بالغالي والنفيس ليثبت الايمان الذي غرسه سيدنا عيسى عليه السلام، وليدافع على العقيدة التوحيدية الصحيحة، ليستمر مذهبه التوحيدي منذ ذلك العهد، إلى أن بعث سيدنا محمد بالرسالة الخاتمة والتي هي رسالة الإسلام”.

وأشار أنعام في رسالته الموجهة للجنة العليا للحالة المدنية والتي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، أن “الانسانية لم ولن تخلو من الموحدين وحملة الملة الصحيحة (الاسلام) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأكبر مثال على الموحدين قبل رسالة سيدنا محمد “ورقة ابن نوفل” ابن عم أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في الجزيرة العربية، ومن المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم ملك الحبشة، “النجاشي” ما دل على أن حملة دين الله الحق لم ولن يخلو منهم زمن من الأزمان بإذن الله”.

وأكد والد “أريوس”، أنه بعد دراسته لعدة مراجع أعجب بشخصية “هذا الرجل العظيم الموحد، لصبره ودفاعه المستميت من أجل قضية الانسانية جمعاء، قضية توحيد الله عز وجل وإتباع رسله وكتبه، حيث أنه وهب كل ما يملك حتى نفسه، من أجل أن يرفر علم التوحيد عاليا في سماء ملأتها سحب الكفر”.

وبرر اختياره لاسم “أريوس” كذلك بكونه “أمازيغي الأصل ما يعني الكثير لكل دارس أو مطلع من هذه الربوع، إذ إنه مدعاة للافتخار ليس للأمازيغ فحسب، بل لكل شمال إفريقيا إذ كان الإسلام والتوحيد في أصلابهم منذ الأزل، ما يفند شبها كثيرة ضد الإسلام مثل انتشار الإسلام في شمال إفريقيا بحد السيف وشبهة الجزية وغيرها، وكان أريوس مثالا واحدا طبع اسمه في تاريخ هذه الأمة”.

وأردف أنعام احماد أنه وقع اختياره على اسم”أريوس”، “هذا البطل المسلم ليحمله مولودي الجديد الذي أسعدني الله بولادته يوم 2 يناير 2018 بمدينة أرفود جنوب شرق المغرب الحبيب، لكن ضابط مكتب الحالة المدنية في جماعة أرفود امتنع ولم يوافق أن تكتمل سعادتي، ورفض تسجيله بهذا الاسم لأسباب لم أفهمها وبدواعي واهية، في مخالفة صارخة لما تنص عليه المادة 21 من قانون الحالة المدنية التي تعترف بالأسماء الأمازيغية”.

وأوضح أن اسم “أريوس” ليس اسم مدينة أو قبيلة ولم يكن أبدا اسما معيبا، ولا يخل بالنظام ولا بالأمن العام، معتبرا أن رفض تسجيل ابنه بذلك الاسم “اجحاف في حقي باعتباري مواطنا مغربيا له الحق في اختيار أسماء أبنائه بقناعته وارداته الحرة التي يرسخ لها الدستور المغربي”، مطالبا بانصافه حتى تتم فرحته وفرحة زوجته بالموافقة على اسم “أريوس”، اسما لمولودهما الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • STIVE
    منذ 6 سنوات

    اي دولة هذه. تشجع على التحرر و التعري و ترخص لبيع الخمور لكن في المقابل لا يحق لنا ان نسمي أبناءنا ما نريد. ماهذا النفاق؟