منتدى العمق

مشاهد من الرباط

عند زيارتي للرباط أول مرة، أهم ما التصق في ذاكرتي وظل راسخا، الحافلة رقم8 ذات الأبواب الخلفية التي لا تغلق، نوافذها مهشمة عن آخرها، اذكر أيضا الحرب الضروس التي يخوضها كل يوم، السائق والمراقب مع بعض المتسللين الذين لم يؤدو ثمن التذكرة .

مدينة سلا، في الذاكرة أيضا، المدينة المجرمة بامتياز، المدن أكثر تعبيرا عن ساكنيها، فكما يمكن وصف المدينة بالمجرمة يمكنك أيضا أن تسقط هذه الصفة على سكانها، إرهاب نفسي، وحرب أهلية، مافيا تجوب كل دروب وأزقة هذه المدينة،

يقال عند ساكنة المدينة، أن بعد صلاة العصر يتحول سكان هذه المدينة إلى مجانين، يقتل بعضهم البعض، أسلحة بيضاء تشهر في الشوارع والدروب كل يوم. سكانها مجرمون بالصفة، لا ادري هل هناك أشخاص طيبون يعيشون في هذه المدينة، لا أظن ذلك يقول المثل انه من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم، ولو افترضنا أن هناك أشخاص طيبون، فالمثل يلغي طيبو بتهم بعد أربعين يوما.

شارع فرنسا بحي اكدال، حي خاص للإداريين وأصحاب القرارات، محلات تجارية كبيرة، وبنية تحتية تعبر عن مدى الاهتمام، ساكنيه طيبون ومثقفون يؤمنون بالاختلاف، انه يوم الأحد صباحا الساعة التاسعة صباحا، طوابير من النساء يبحثنا عن عمل كخادمات للمنازل، صادفت أحداهم،توقفت ثم سألت
-أتريد خادمة للمساعدة في المنزل ؟
أجبت :
-لا شكرا،
تضيف قائلة :
-مني كل شيء، خادمة وأشياء أخرى، وقد أساعدك على تدليك رجليك.
قلت في نفسي :
-إذا كنت في الرباط فلا تستغرب.

أحسست بالحر الشديد، اتجهت إلى غابة قريبة من حي اكدال ، مررت قبل ذلك على الحي الجامعي، ورئاسة الجامعة، أشجار الغابة موظبة بشكل أنيق، ممرات خاصة بالراجلين، نساء وشباب، مراقبو المدخل الرئيسي، ألعاب أطفال وأمكنة لممارسة هواية، النظر، والتمتع بهذا الزخم الفني، والطبيعي المرتب،
حوالي السابعة ليلا، عدت للمنزل، الذي اكتريه بمعية نفسي، وبعض من الكتب المتنوعة، وحاسوبي رفيقي الثاني الذي ينام معي.

وظبت نصوصا جديدة للنشر، بعد ذلك قمت بالرد على التعليقات الواردة في صفحات المجلة، البعض منهم كتب كل شيء والبعض الأخر، قام بالشكر والتفاعل مع الصفحة الكترونيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *