مجتمع

الدخيل: البوليساريو لا تمثل الصحراويين.. وعلى المغرب تفعيل المحاسبة

أوضح القيادي البارز في جبهة البوليساريو الانفصالية سابقا، البشير الدخيل، أن الجبهة لا تمثل كل الصحراويين، مشيرا إلى أن الجزائر “احتلت” ملف الصحراء “واحتلت” معه الجبهة الانفصالية، وفرضت عليها قيادة أبدية، وهي من قامت بتأسيس هذا الكيان في القارة الإفريقية ومجموعة من دول العالم وأقامت له سفارات هياكل.

واعتبر الدخيل في ندوة حول القضية الوطنية، أمس الجمعة بسلا، أن جنرالات الجزائر هم من يسيرون “البوليساريو”، واصفا الجبهة بأنها منظمة وليست دولة حتى تكون طرفا كاملا في النزاع، مشيرا إلى أنها تكرر نفس الخطاب القائم على أن المغرب هو المذنب وأنها هي الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين.

وأضاف أن المساعدات الإنسانية بتندوف، تحولت إلى وسيلة لبقاء المخيمات، مشددا على أنه لا حل للملف إلا عبر الطريق الديمقراطي، لافتا إلى أن الخطوة الوحيدة التي نجحت فيها الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، هي الملف الاجتماعي من خلال تبادل الأسر، والتي كانت ضربة موجعة للجزائر بسبب رفض العائلات العودة إلى تندوف، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن مشروع الاستفتاء في الصحراء كان محكوما بالفشل منذ البداية، نظرا لفشل الأمم المتحدة في تحديد هوية الناخبينن داعيا إلى التركيز على المشكل الإنساني في النزاع من خلال معاناة اللاجئين في مخيمات تندوف، وألا يطغى المشكل السياسي على هذ الموضوع، حسب قوله.

إلى ذلك، طالب الدخيل الدولة المغربية بإنتاج خطاب سياسي مقنع، وتفعيل مبدأ المحاسبة لكل من كُلف بمهمة في ملف الصحراء، مشددا على أن المسؤولين في هذا الملف وجب عليهم كشف نتائج عملهم، “لأن زمن البروباغاندا مضى” حسب وصفه، مردفا بالقول: “وقعت أحداث مهمة في الملف، وعلى المواطنين معرفة المسؤول عنها”.

من جهته، اعتبر الناشط الحقوقي والجمعوي يوسف المكوري، أن المطلوب من الدولة المغربية اليوم، تمليك ملف الصحراء للمغاربة من أجل الدفاع عن القضية بقوة في الحافل الدولية، لافتا إلى أن الطرف الآخر يطرح هذا الملف في ملتقيات دولية بقوة، في مقابل ضعف التفاعل المغربي في المحافل الدولية، والاكتفاء بردود فعل لا ترقى لمستوى الفعل المقابل.

وأضاف في كلمته خلال الندوة التي نظمتها الجمعية المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية بمقر جماعة سلا، تحت شعار: “فعاليات مدينة سلا في خدمة القضية الوطنية”، أن جزء من أسباب إطالة أمد النزاع يعود إلى المغرب نفسه، والذي لا يعرف كيف يدبر الملف بالوسائل المتاحة له، رغم أن كل المعطيات التاريخية والقانونية في صالح المغرب.

وتابع قوله: “لا أحد في المغرب يفعل مبدأ المحاسبة في ملف الصحراءن وهذا خطأ كبير، ومشكلتنا في عدم تسويق الملف بالشكل المناسب في المحافل الدولية، ووضع أشخاص غير مناسبين للدفاع عن وحدتنا الترابية، وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها والاعتراف بهذا التقصر وإعادة إشراك الفاعلين الجمعويين والسياسيين والحقوقيين في الملف”.

ولفت المتحدث إلى أن المغرب لا يترافع عن المعاناة الإنسانية لساكنة تندوف،ولا يقوم بأفعال مؤثرة في هذا الموضوع الذي يشكل نقطة محورية ضد الجبهة الانفصالية، على حد قوله.

يُشار إلى الندوة التي حضرها فاعلون مدنيون وسياسيون وحقوقيون، عرفت تكريم الجهة المنظمة للقيادي السابق في “البوليساريو” البشير الدخيل، وتكريم رئيس الجمعية المغربية لضحايا البوليساريو أحمد مرشة، مع توقيع اتفاقية بين الجمعية المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، ونادي الصحراء للرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *