منتدى العمق

عزوف الشباب عن القراءة

خلال الآونة الأخيرة برزت ظاهرة خطيرة جدا بمجتمعنا المغربي، وخصوصا عند الشباب ، ألا وهي عزوف الشباب عن القراءة. فنحن كمجتمع مسلم وأمة إقرأ فإننا قد فقدنا أساس العلم والمعرفة ومفتاح الرقي والترقي والحضارة بسبب فقدنا لميزة القراءة. فإذا ما تأملت في واقعنا الماضي والحالي تطرح عندي تساؤلات عدة؛ من بينها: كيف السبيل إلى اليقضة أو النهضة الفكرية بمجتمعنا حتى نتمكن من الإرتقاء بحضارتنا؟ ولماذا الدول الغربية في تقدم ونحن لا زلنا في تخلف وتراجع؟ وكيف يمكننا إعادة المجد الذي كنا نحن سادته، والعلم الذي كنا نحن منتجوه؟

في زماننا الحالي أصبحنا من أواخر الأمم والحضارات على مستوى القراءة والعلم والإنتاج. فأصبحنا فقط شعب موصف بالإستهلاك، نستهلك ما أنتجه الغرب ونقلده. والدراسات والأبحاث تثبت أن المواطن العربي يقرأ أقل من كتاب بكثير. فكل 80 شخصا يقرأون كتابا واحدا في السنة الواحدة. وهذا شيء مفزع صراحة بالمقارنة مع ما يقرأه المواطنون الأوربيون. فإن المواطن الأوروبي يقرأ نحو 35 كتابا في السنة. فهذا فرق وبون شاسع يظهر سر تقدمهم، وتخلفنا.

ومن خلال التصنيف العالمي لمعدل القراءة، فإن المغرب يحتل الرتبة 162، شيء مخيف صراحة. والمسألة واضحة جلية، فإننا نعاني معاناة حقيقية مع الكتاب.

هناك أسباب كثيرة لهذا العزوف عند الشباب، نذكر من بينها: سهولة الوصول إلى المعلومة في عالم بحر يسمى بالإنترنيت؛ مما أدى إلى حالة من التكاسل في مطالعة الكتب، والبحث بين أسطرها وصفحاتها. وأيضا عدم الوعي بأهمية القراءة. ولا ننسى كثرة الملهيات وتوفرها في أيدي الشباب بكل سهولة. وهناك أسباب أخرى، ذكرت أهمها هنا.

ولكل مشكل حل، ونحن نعيش مشكل عويص لا ينكره أحد، لذا يجب أن نجد له حل للقضاء عليه ولو نسبيا.

فالحل في الحقيقة يجب ان تتبناه وان تجده الدولة المسؤولة من خلال إحداث مكتبات في كافة مناطق المغرب، وإقامة ندوات، محاضرات، وأيضا مسابقات في مجال القراءة حتى يترسخ الوعي بأهمية القراءة. لكن بما أن الدولة مقصرة بنسبة، وهذا ليس من حقها، إلى أننا أصبحنا نرى خلال ثلاث سنوات الأخيرة حضور وازن لهيئات المجتمع المدني وعملها الجاد في هذا المجال. وأذكر على سبيل المثال: جمعية بصمة شباب بمدينة القنيطرة التي جمعت خيرة الشباب القنيطري، فهدف هذه الجمعية هو وعي الشباب بأهمية القراءة والرفع من منسوبية القراءة. فمن بين أنشطتها: القيام بمسابقة القراءة سنويا، وتحدد لها جوائز تحفيزية لها.

كما أنها تؤطر صالون ثقافي فكري … فجميع أنشطتها السنوية هدفها هو توعية الشباب المغربي عموما، والقنيطري خصوصا بقيمة القراءة، ومالها من منافع ترجع على القارئ، هذا فيما يخص الجمعيات. ومع كل هذا لا نقصي أن للإنسان بمفرده الحق في الانخراط بمثل هذه المشاريع التنموية الفكرية ، وهنا أذكر تجربة أخ لي، المسمى: “عبدالرحمان موسيس” الذي أسس لتجربة سماها: ” مشروع إثراء” هذا المشروع الذي يخدم لغتنا الأصلية، وهي اللغة العربية؛ بحيث يتم ترجمة العلوم من لغتها الأصلية الأجنبية إلى اللغة العربية. وهذا شيء جميل تسعد له القلوب عندما تراه.

وختاما، فأملي صراحة أن تعم هذه المبادرة في جميع المدن المغربية،وعند جميع الشباب. ولكن نرجوا أن يكون قريبا، فالأزمة شديدة، شديدة، شديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Laassel brahim
    منذ 4 سنوات

    مسيرة موفقة أخي عبدالرزاق 😍

  • Nadia
    منذ 6 سنوات

    جميل اخي اتمم وفقك الله

  • Fennan laghnimi
    منذ 6 سنوات

    واقع مرير يعيشه الكتاب والكاتب بسبب الغفلة موضوع جيد

  • Fennan laghnimi
    منذ 6 سنوات

    واقع مرير يعيشه الكتاب والكاتب موضوع جيد

  • AYOUB
    منذ 6 سنوات

    ممتاز