وجهة نظر

نعم نستطيع تنظيم مونديال 2026

بإمكاننا أن نتقدم بطلب تنظيم مونديال 2026 ورؤوسنا مرفوعة لأننا اصبحنا دولة متقدمة على جميع الاصعدة، فلم نعد نرى تلك العجوز البئيسة التي تحمل كومة حطب على ظهرها في الجبال الوعرة تستعملها وقودا للتدفئة من حر البرد القارس، واعداد لقيمات تسد بها و أبناؤها رمق الجوع ، فقد وفرنا لها غاز التدفئة و ضمنا لها أسباب العيش الكريم.

نستطيع تنظيم مونديال 2026 لأننا نجحنا في فك العزلة و التهميش عن القرى و الجبال ، بفضل صندوق ال55 مليار الذي بفضله عبدنا الطرق و أوصلنا الماء و الكهرباء و بنينا المدارس و المستوصفات والأندية النسوية ، فأصبح سكان القرى و الجبال يستفيدون من الصحة و التعليم وجميع الخدمات على قدم و ساق مع غيرهم من سكان الحواضر.

سننجح في تنظيم مونديال 2026 لأننا تفوقنا في امتحان التنمية المحلية فأصبحت الفئات الهشة تستفيد من دعم شهري يكفيها ذل السؤال، ولم تعد الجمعيات الخيرية تضطر الى اقامة طقوس احتفالية حاطة بكرامة الانسان ومحفوفة بمخاطر من أجل توزيع كيلوغرامات من الدقيق .

باستطاعتنا أن ننظم المونديال لأننا بلد يتوفر على بنيات تحتية ضخمة ، فالطرق السيارة تقطع المغرب طولا وعرضا، والسكك الحديدية تربط شمال المغرب بجنوبه، و الخدمات الصحية متوفرة وبجودة عالية والتعليم جيد يساوي بين الغني و الفقير وفرص الشغل متوفرة بالملايين و السكن اللائق متوفر للجميع.

سيكون المونديال في بلدنا اروع، لأننا قطعنا مع الفوارق الاجتماعية بين المغربين العميق و المنتج، فأصبح المغرب واحدا تتساوى فيه حقوق المواطنة و الحصول على فرص الشغل و العيش الكريم، ولم تعد الثروة محتكرة بين الأعيان و الرجعية الاقطاعية المتوحشة.

يحق لنا أن نحضى بشرف تنظيم المونديال لأننا بلد ديموقراطي ليس فيه مجال لديكتاتورية الأغلبية، بل فيه حقوق للأقليات الحزبية ، كحق الوصول الى مراكز القرار، دونما الحاجة الى أصوات المواطنين، فيحق للأحزاب الصغيرة أن تدخل الى الحكومة وتترأس مجلس النواب ، هذه هي ديموقراطيتنا ، ومن اعترض عليها فمصيره العزل و التقاعد السياسي، ولو كان رئيس الحكومة المعين.

لم لا يكون لنا شرف تنظيم المونديال، ونحن الذين ما فتئنا نسوق صورة جميلة وردية عن بلدنا الذي ينعم بالأمن و الاستقرار وحرية التعبير و الكتابة والتجمهر وتنظيم المسيرات السلمية، دونما قمع للحريات، ومن سولت له نفسه أن يخدش هذه الصورة الوردية بمقالاته المزعجة أودعناه السجن وصنعنا له المحاضر التي تبقيه في السجن ما بقي في الحياة أو يتوب ويلتحق بالقافلة .

أخيرا، من حق بلدنا أن ينظم هذه التظاهرة الضخمة لأننا قفزنا قفزة نوعية في درب التقدم و الازدهار، فقد ودعنا سنة 2017 لنجد أنفسنا مباشرة في سنة 2011 ، حيث الحلم بمغرب تحترم فيه الارادة الشعبية ويكون للمواطن المغربي صوت مسموع، ما زال يراود فئات عريضة من هذا الشعب الذي قهره جشع الطبقة المتحكمة في ثرواته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *