منتدى العمق

الجامعة المغربية بين تحديات الحاضر و افاق المستقبل

(هل يمكن ان نتحدث مستقبلا عن الجامعة كحمولة فكرية )

فبمجرد الحديث عن الجامعة يتبادر الى أدهاننا الفكر و الابداع و النقد الى غير ذلك . لان الجامعة قديما معروف عليها انها مكان مقدس كما (احب ان اسميه بذلك ) ينتج طاقات فكرية و ابداعية لكن ما نراه اليوم في مجتمعنا المغربي يبين العكس تماما ، ولا اخفكم سرا ان الجامعة المغربية قد فقدت ماء وجهها ان صح التعبير، الشيء الذي يجعل منها الان مجرد ساحة لصراعات عرقية وايديولوجية فقط بذل النشاطات التقافية والفنية و الحماس الفكري (الذي يجعل منا دائما نتحمس الي امتلاك المعرفة ) والنقد البناء والنضال من اجل الحقوق المشروعة. وهذا ما أل اليه الراحل محمد جسوس حينما قال “انهم يسعون الى خلق جيل من الضباع” اي جيل الضبوعة بمعنى لا يفقه شيء ،جيل لا يطرح سؤال لماذا و كيف ، وأي شيء يقال لهم من افكار يتقبلونها بصدر الرحاب دون ان ينتقدوها (فإطار نقد بناء ) حتى لو كانت مخالفة لفطرتهم و تكوينهم و تنشئتهم الاجتماعية هذا من جهة ومن جهة تانية يمكن القول بأن اهمال جامعاتنا للإبداع والآمال الطموحة لطلابها تخوفا من التغيير ومن ينادي به هو في حد داته طامة كبرى. فتوقيف النشاطات الثقافية الطلابية وكبت الطلبة ومنعهم من ممارسة حقوقهم الجامعية كحق التعبير عن الرأي ما هو إلا وأد لإبداعاتهم. نحن نكبت الطالب الذي هو في مرحلة العطاء ونفرض آراءنا عليه ثم نوجه اليه اللوم معتبرين اياه انسانا سلبيا لا يستخدم مخيلته وغير واثق من نفسه ناهيك عن انفاق الاموال في غير محلها.

فالشكليات والرسميات المبالغ فيها التي تعيشها جامعاتنا والتي تصرف عليها الاموال الطائلة من اجل تجميل وجه الجامعات هي خسارة لا مكسب (حيت مبقاتش فتزين وجه الجامعة .ها حنا زينا الجامعة ولكن سؤال المطروح واش غتكون النتجة على مستوى الفكري بمعنى واش غتخرج لنا هذا الجامعة فئة ناضجة على مستوى الفكري الخ…) وكذلك الحال بالنسبة إلى العمل، فالكثيرون من الإداريين الذين يشتغلون في الجامعات يعملون من اجل الصيت والشهرة لا من اجل العمل والعطاء.

ان غياب الوعي الحقيقي بأهمية الجامعة يجعلنا نتناسى بأنها تمر بمرحلة عصيبة ويجب اسعافها قبل ان تتفاقم امراضها ويجب انقاذها قبل ان تزداد غرقا إلى عمق خطير يؤدي بحياتها إلى اللحد. والذي يؤكد غياب هذا الوعي هو سلوكيات الجامعيين التي تتمثل احيانا في عدم اعارة اهتمامهم للعدالة والمساواة والتسامح، الامر الذي يؤدي بنا إلى التفكك وعدم الاتحاد ومن الامور الجديرة بالذكر في هذا المجال ايضا والتي اعتقد انها ضرورية وهي ، مناهج تدرس في الجامعات. فكثير من المقررات الدراسية تعتمد على حفظ اللازم وهذه التقنية المعتمدة تسمىla pédagogique passive

وهذه الطريقة لا تخرج طالبا مفكرا متفاعلا مع قضايا مجتمعه ولا تتناسب مع احتياجات سوق العمل وما الجامعات إلا مسرح لواقع مجتمعاتنا ، فهشاشة الجامعة يعكس هشاشة المجتمع المدني. ينبغي ان يستبدل نظام الحفظ بنظام يجعل الطلبة يفكرون ويوظفون عقولهم ويتعودون القراءة البحث والتحليل وربط ما يدرسونه بواقع الحياة. اي لابد من وجود عملية التجديد في المناهج واستمراريتها لتواكب التطور الثقافي في العالم. انتهى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *