أدب وفنون

رسالة إلى كاتبة النص كليلة بونعيلات لفلم “رضات الوالدين”

رغم انني لست من محبي السينما والافلام السينمائية والتلفزيونية ؛ وناذرا ما اتابع فلما على شاشة التلفزيون والسنيمائي لكنني اقول لكم أنني شاهدت البارحة فلما مغربيا بعنوان “رضات الوالدين” على القناة الأولى Hd بتاريخ 29 مارس 2018 الذي كان رائعا في كل شيء ؛ رائعا في السيناريو ورائعا في موضوعه الدراماتيكي والرومانسي ؛ نعم فلم تلفزيوني من العيار الثقيل يجرك إليه جرا ويشد انتباهك ويستحق كل التشجيع الاحترام والتقدير للأستاذ صلاح الدين بن موسى و الأستاذة لمشرقي وجميع الوجوه السينمائية التي شاركت بادوارها الرائعة المتقنة ؛ لأنهم بالفعل كانوا في المستوى العالي للفنانين الكبار في العالم العربي والإسلامي ؛ حيث لعب الجميع دوره بكل تفان واحترافية في كل المشاهد السينمائية وعلى كل مشاهد الفلم الرائع مما جعلني انهار واجشع بالبكاء لهول الدراما التي عاشها هؤلاء الآباء مع ابناءهم ؛ لان هذا الفلم يصور معاناة أبوين بعدما انقلبت حياتهما رأسا على عقب إثر قرار تفويت الوالد كافة ممتلكاته لنجليه، لتتحول أوضاع الوالدين المستقرة إلى توترات متواصلة بعدما اضطرا إلى مغادرة بيت الزوجية والانفصال عن بعضهما البعض، لتعيش الوالدة مع الابن البكر فيما يستقر الوالد مع ابنه الأصغر ؛حيث سيعيش الوالدان سيلا من المشاكل مع زوجتي ابنيهما، ليقررا في نهاية المطاف الرحيل والتوجه للاستقرار في دار المسنين، حيث ستدور فصول أخرى من الحكاية بظهور شخصية الابن الثالث بالتبني، الذي عاد مجددا إلى المغرب بعد استقراره لسنوات في العاصمة الفرنسية باريس.

رغم قوة الفلم في المشاهد المؤثرة سواء الدراماتيكية او الرومانسية البريئة احيانا بين الممثلين فان الفلم كان ينقصه بعض الشيء في السيناريو ؛ حيث لم ينهل من التراث العربي الامازيغي والإسلامي الذي لا يقبل أن يتخلى الأبناء على اباءهم في دور العجزة والمسنين ؛ وكاننا في بلد ليس له تاريخ ولا حضارة و هوية ولا مرجعية ؛ ناهيك عن الاخطاء التي ارتكبها المخرج في بعض الأحيان و اللقطات من الفلم ؛ حيث كانت الام والأب الذين تم طردهما من اقامتهما الفاخرة بعد ان كتب كل ممتلكاته لكل ابناءه يعانيان الشيء الكثير؛ وكانا يظهران أنهما يدعوان الله أن يخفف عنهما ما حل بهما من مصيبة وما آلت اوضاعهما إليه في “صمت ” مريب ؛ وأحيانا كانت الأم تمسك القرآن الكريم و تناجي ربها دون أن نسمعها من شدة ظلم الأبناء لها و ظلم زوجاتهم اللواتي لم يتصرفن باحترام مع آباء و أمهات أزواجهن حيث كان مصيرهما الطرد إلى دور العجزة بعد كيد الزوجات لهم .

كنا نريد ونود أن نسمع تلك الكلمات المؤثرة و المعاناة الحقيقية للآباء والأمهات بالصوت حتى نقف على ما يعانيه الآباء و الأمهات اذا تم التعامل معهم بقلة الأدب و الاحترام والتوقير أو حين يتم طردهم إلى دور العجزة والمسنين ؛ لم تكن الأم في لحظة احتقارها تتكلم عما يخالجها من أحزان و الآم ؛ ولم الام ولا الأب يتكلمان إلا ناذرا رغم أن وضعيتهما كانت خطيرة و نفسيتهما كانت مهزوزة ومعاناتهما كانت شديدة و الظلم كان عليهما اشد وانكى
من أقرب الناس إليهما ؛ لأننا كنا نريد أن ان نسمع انينهما و شكواهما الى الله لاننا نريد ان نربي أجيالا تحسن إلى الأب و الأم الذين اوصانا الله تعالى بالإحسان إليهما لعل الذين لا يحسنون إلى اباءهم يتاثرون ويرجعون إلى جادة الصواب .

نريد أن نرى أفلاما من هذا النوع في القنوات المغربية رغم أن فلم “رضات الوالدين” هي قصة منقولة ربما عن بعض الافلام الاجنبية ؛ وهذا أمر عادي أن نتعلم ممن سبقونا في هذا المضمار ؛ لذلك كانت خالية من التراث العربي والإسلامي الغني والحريص على البر بالوالدين والإحسان إليهما ؛ ولو استشار المخرج مع بعض المهتمين بقضايا الوالدين في المنهج الإسلامي لكان الفلم اروع بكثير مما تصورناه الآن خاصة أننا كنا نود سماع أنين الوالدين وهم يشكوان إلى الله سوء معاملة ابناءهم لهم .

وقد شاركت في بطولة الفيلم التلفزيوني المغربي كاتبة النص كليلة بونعيلات إلى جانب نعيمة المشرقي وصلاح الدين بنموسى، ثريا العلوي، هشام الوالي، حنان إبراهيمي، ياسين أحجام، أحمد الناجي، هشام بهلول، صباح بن الصديق وآخرون.
*عضاض يحيى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *