وجهة نظر

يوم ينزل السادة العمال للاستماع إلى هموم المواطنين

كنت أحسب أن وصول المواطنين إلى مكاتب السادة العمال سهلا ، وأن دخولهم للشكوى بين أيديهم أسهل .. لكن العكس هو الذي يحصل ، لأن داخل دواوين سعادتهم توجد حواجز عبور معجزة ومزعجة ، فلقاء أغلب حضراتهم بأقاليم المملكة وجهاتها يحتاج إلى ملء طلب “مقابلة”، يحكي فيه الراغب في اللقاء تفاصيل أسباب رغبته ، ثم ينصحه رئيس الديوان بالعودة من حيث أتى لينتظر دوره الذي وحده الله الذي يعلم متى يحين.

كنت أظن أن المواطن المغربي، رجلا كان أم امرأة، متى ضاق صدوره من ظلم لحق به، أو فكرة استثمارية ، أو اختراع فتح الله له بصيرته ..، سيجد في السيد العامل الأذن الصاغية، بصفته مكلف من طرف صاحب الجلالة بظهير شريف تسلمه في حفل رسمي مفتوح على الرأي العام عبر وسائل الإعلام ، أدى خلاله قسم الوفاء بين يدي جلالته، أو كمندوب للحكومة مكلف بالتنسيق بين مصالح وزاراتها والمجتمع المدني ، لخدمة مصالح الوطن والمواطنين.

هذا، بالإضافة إلى المنهج التقنوقراطي ، الذي يتميز به السادة العمال في سلكهم الإداري، عدا صفة الضابط السامي، وما للصفتين من دلالة كبيرة في منظومة ممارسة السلطة التي تم اختيارهم لها مسؤولين على تنمية أقاليم البلاد ورعاية مصالح العباد، مع توجيههم بالحرص على خدمة مصالح المواطنين والإصغاء لنبضهم بكل احترام وعناية ، لأن المواطن تعاقد مع السيد عامل إقليمه، أمام جلالة الملك، على فتح باب مكتبه لخدمة السكان، وليس كأولائك الذين أغلقوا عليهم أبواب مكاتبهم ، فلا يظهرون إلا في الأعياد والمناسبات.

إن غياب بعض السادة العمال عن هموم المواطنين في أقاليمهم ، يعطي الفرصة لرؤساء دواوينهم ليجتهدوا في إبعاد المواطنين عن مكاتبهم، مكتفين بإرشاد الناس إلى تعبئة طلبات اللقاء بقولهم: “انتظروا اتصالنا بكم لاستقبال سعادته لكم خلال الأسبوع القادم، أو منتصف الشهر القادم .. المهم انتظروا”.

وتمر الأيام والأسابيع فلا يتصل ديوان سعادته. فيخبو الحماس، ويتحرك الميول نحو الرافض والحقد، ثم الخروج للاحتجاج وسط الشارع العام، فيزيد همنا هما، وتعم الفوضى .. والسبب في ذلك ، عدم فتح السادة العمال لأبواب مكاتبهم لاستقبال المواطنين والاستماع لهمومهم وتخصيص يوم كامل ينزلون فيه من مكاتبهم إلى قاعة الاجتماعات الكبرى، وعن يمينهم وشمالهم كاتبين يسطران مطالب الناس وتوجيها بختم السيد العامل الجهات المعنية بحلها. ورفقا بالمواطنين يا سادة ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *