سياسة

بنشماش: آن الأوان لنقرر مصيرنا بأنفسنا بعيدا عن القوى الكبرى

أكد حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، أنّ قادة ومواطني القارة الإفريقية والعالم العربي أصبحوا اليوم واعين أكثر من أي وقت مضى بحتمية تقرير مصيرهم بأنفسهم، بعيدا عن الارتهان للقوى العالمية الكبرى.

وأشار بن شماش في ختام فعاليات المنتدى البرلماني الاقتصادي الإفريقي العربي، الذي احتضنه مجلس المستشارين، أن الوعي التاريخي الجديد لدى القيادات ومواطني البلدان الإفريقية والعربية يقوم على قناعة مشتركة مضمونها أن على دول إفريقيا والعالم العربي “أن تأخذ على محمل الجدّ مصائر شعوبها بيدها بكل ثقة في النفس”.

ولفت بن شماش إلى ما جاء في عدد من خطب الملك محمد السادس الذي كان يشدد على أهمية وضرورة الثقة في القدرة الجماعية للأفارقة والعرب لتقييم الوقائع والتحكم في مصائر الشعوب.

وأضاف بن شماش في نفس السياق، أن هذا الوعي الجديد تأخر تبلوره لأن المستعمر كان باسطا سيطرته على البلدان الإفريقية والعربية، رغم بروز موجات التحرر، معتبرا أن “الأوان آن لكي نقول كلمتنا ولكي نقرر مصائر بلداننا وشعوبنا بأنفسنا”.

وأشار رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي أن شعوب هاتين المنطقتين أصبحت تدرك أن هناك حاجة ملحّة ومستعجلة إلى تقوية تنفيذ التعاون والشراكة بينها، مهما كانت التحديات والعقبات التي تطرح أمام مسيرة التعاون والتكامل بين المنطقتين العربية والإفريقية.

وقال في هذا الشأن إن “مطلب الشعوب العربية لتقوية وتنويع التعاون التجاري والاقتصادي بينها لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحّة إن أردنا أن تكون لنا مكانة جديرة بتاريخنا وحضارتنا، وأن يكون لنا مكان محترم تحت الشمس في عالم أصبح مجرد قرية كوكبية، ولن يكون في الأفق القريب أكثر عدلا وإنصافا نظرا للصراعات التي تسمه”.

وأكد بن شماش في معرض كلمته أن” هذا التنسيق وهذا التعاون أصبح ضرورة تاريخية مستعجلة لعدة اعتبارات، فهو من جهة يعبر عن طموح مشروع تعبر عنه شعوبنا بأشكال مختلفة، ومن جهة أخرى هذا التعاون ضرورة لأنه ما من سبيل آخر وما من حيلة أخرى لتقليل من التحديات المتربصة بشعوبنا، والتهديدات والقيود المفروضة على دولنا”.

هذا وعبر رئيس مجلس المستشارين عن عدم رضاه عن رصيد التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول الإفريقية والعربية، واصفا إياه بـ “الضعيف أحيانا”؛ إذ لا يتعدى مجموع ما تصدّره الدول العربية إلى إفريقيا 6 في المئة من مجموع صادراتها إلى العالم، في حين لا تشكل صادرات إفريقيا إلى العالم العربي سوى 5,3 في المئة من إجمالي صادراتها، معتبرا أن “هذا لا يعكس حتى ذلكم الحد القليل من أماني شعوبنا”.

وأورد المتحدث ذاته، أنّ هناك وعيا كبيرا اليوم لدى قيادات وشعوب الدول الإفريقية والعربية “لتدارك ما ضاع في سياق عالمي معين حيث سادت الحسابات الجيو ـ استراتيجية للقوى العظمى التي رسمت مصير شعوب في مناطق مختلفة من العالم على مدى خمسة عقود”، مُشددا على أنه “لم يعد مسموحا، في الوقت الراهن، لقادة إفريقيا والعالم العربي إهدار المزيد من الفرص”.

وأقر حكيم بن شماش أن هناك وعي جديد وقناعة جديدة تم التعبير عنها في المنتدى، وأن هناك فرص تاريخية ثمينة يمكن أن نلمسها كما نلمس الكأس بأيدينا، فرص لتدارك الوقت الذي ضاع. ودعى كذلك الى العمل من أجل استثمار هذه الفرص الثمينة المطروحة اليوم في جدول الأعمال العلاقات بين الدول المنطقة العربية، والدول القارة الافريقية.

وعبر هذا الأخير عن تأثره بجملة أحد المتدخلين أن “كل دمعة يذرفها مواطن عربي و إفريقي أو طفل عربي أو افريقي، هي دمعة ينبغي ان نحولها الى وقود للأمل والعمل.

وعرف هذا الحدث نجاحا على مختلف المستويات، وهو الأمر الذي عبر عنه رؤساء الوفود المشاركة في المنتدى، حيث تميز بحضور قوي لممثلي البرلمانات الوطنية الإفريقية والعربية، ونقاش مثمر وبناء ترجمه بوضوح المضامين الدالة للبيان الختامي الذي توج به المنتدى، وتنظيم محكم وجيد سهرت على إنجاحه إدارة مجلس المستشارين بتعاون مع الرابطة، واهتمام إعلامي واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • salah-21
    منذ 6 سنوات

    و الله مادام امثالك في مواقع المسؤولية فلن ينطلق قطار المغرب نحو الأفضل الذي يريده الشعب و الملك لأن امثالك هم من اعاقوا التنمية في مغربنا الحبيب و كنموذج على ما اقول هو تلك الضجات المالية التي عرفها مجلس المستشارين في عهدك و الصراعات حول تعيينات ابنائكم و اهاليكم و(تريكتكم)