اقتصاد، سياسة

بسبب غضبة ملكية .. بدء هدم مشروع بـ”أبي رقراق” قيمته 2.5 مليار درهم

شرعت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق في أشغال هدم مشروع “غرين تك فالي” الذي ناهز مبلغه الإجمالي 2.5 مليار درهم، بمحاذاة قنطرة الحسن الثاني قرب باب المريسة بسلا، تطبيقات لتعليمات ملكية.

وعاينت جريدة “العمق” أعمال الهدم وتفكيك الأعمدة الفولاذية، والتي انطلقت منذ مساء الاثنين 14 ماي 2018، وسبقتها أعمال إزالة دعائم البناء والألواح المثبتة للدعائم يوم الأحد 13 ماي 2018.

وكان مصدر مطلع قد أكد لجريدة “العمق”، أن المشاريع المجمدة بـ”غضبة ملكية” في قلب مشروع مدينة الأعمال والترفيه على ضفة سلا، كانت جماعة سلا قد “تحفظت” عنها قبل البدء في تخطيطها ووضع اللبنات الأولى لها.

وأضاف المصدر ذاته أن جماعة سلا سجلت تحفظها على المشروع الواقع بمحاذاة قنطرة الحسن الثاني في مجلس إداري كانت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق قد عقدته في وقت سابق.

وأوضح المصدر أن جماعة سلا تحفظت لسببين أساسيين، الأول هو أن المشروع الضخم سيغطي ويحجب الأسوار التاريخية للمدينة التي تراهن على الترويج السياحي للمدينة، والثاني أن المشروع سيغطي القنطرة المحاذية له.

وأفاد المصدر، أن “التحفظ السابق” الذي تقدمت به الجماعة جاءت ما سماها بـ”الغضبة الملكية” لتتناغم معه، إذ أوردت مصادر أخرى لجريدة “العمق” أن التعليمات الملكية قضت بإيقاف المشروع بسبب المبررات نفسها.

اقرأ أيضا: مصدر: “غضبة ملكية” جمدت مشاريع بسلا وتناغمت مع تحفظات الجماعة

وأضاف المصدر أن المجلس الجماعي لمدينة سلا مازال على التحفظ الذي تقدم به، موضحا أنه سجل بارتياح إيقاف المشروع رغم التكلفة الغالية لتعثره.

وأقر سعيد زوار مدير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، بوجود تعليمات ملكية بإيقاف المشروع، موضحا على هامش تمديد خط الترامواي يوم الثلاثاء 8 ماي 2018 أن هناك تفاوضا مع المستثمرين، ملمحا لإمكانية هدم المشروع.

وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع المجمد 2.5 مليار درهم. وكان قد أُعلن عن انطلاقة مشروع “كرين تيك فالي” (مدينة الأعمال والترفيه والصحة) الرسمية، في 2016 بغية تشكيل صلة وصل مع المشروع الكبير لتهيئة ضفتي نهر أبي رقراق.

وكشف القائمون على المشروع آنذاك، عن بلوغ كلفة إنجازه 2,5 مليار درهم على مدى ثلاث سنوات، في قلب المنطقة التجارية الجديدة باب البحر، وذلك في الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق على امتداد قنطرة الحسن الثاني.

اقرأ أيضا: بعد تأخر إنجازها.. العثماني يدعو لمواصلة دعم مشاريع تهيئة أبي رقراق

وأكد المصدر ذاته أن المشروع يمتد على مساحة 3,5 هكتار، وانطلق في الربع الأول من سنة 2016، في حين كان المتوقع أن يتم تسليمه كاملا في نهاية سنة 2018.

وكان البنك الإسلامي للتنمية قد انخرط بكل ثقله في المشروع لكونه سيوفر 11 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، ولكونه سيقوم بحماية بيئة الوادي، والمحافظة على التراث وإعادة تأهيله، وتحسين إطار عيش الساكنة.

ومع التأخر المسجل في مشاريع تهيئة ضفتي أبي رقراق قد دفعت سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، إلى دعوة كافة المعنيين بمشاريع التهيئة إلى المساهمة الفعالة لإنجاح هذا الورش وإمداد الوكالة بالاعتمادات المالية لإنجاز المشاريع في الآجال المحددة.

وقال رئيس الحكومة خلال ترأسه اجتماع الدورة الـ15 لمجلس إدارة وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق المنعقدة، يوم الأربعاء 28 مارس 2018، إنه من الضروري تقديم الدعم اللازم للمشاريع المبرمجة في عقد البرنامج والاتفاقيات المبرمة بين الوكالة وشركائها، مسجلا “بعض التأخر بسبب عدم وفاء مجموعة من المساهمين بالتزاماتهم المادية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *