وجهة نظر

صدور السيليكون

إن أردت أن تحارب الجريمة، وتستأصل الفساد، وتنهي التشرد والضياع، فعليك بالعودة للرضاعة الطبيعية..

والرضاعة لا تكون إلا من صدور طبيعية، لم تقتحمها فنون معامل البلاستيك والسيليكون..

وإذا كانت أمهاتنا قد علمن بفوائد الأعشاب الطبية في إدرار الحليب للرضع، فإن صدور السيليكون لا تنفع معها لا أعشاب طبية ولا طبية أعشاب، وأمرها إلى مصانع السحق والمساحيق أو وادي السيليكون.

أعتقد أنه آن الأوان لكي يفرض المجتمع والأسرة والسلطة، وقبل كل ذلك الضمير المستتر فك الله غربته، على كل النساء إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، وتجبر الحكومة الأب والمعمل وبنيات الشغل على تسهيل مهمة إرضاع الأم لأطفالها..

صحيح كل الدراسات تشير إلى فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة المرأة ووليدها، لكن لا أحد يتحدث عن دور الرضاعة في الحفاظ على صحة الوطن.

يقول العلماء إن حليب الأم يضم 400 نوع على الأقل من المغذيات بينها الهرمونات والمركبات التي تحارب الأمراض والتي يخلو منها الحليب الإصطناعي، وهذا ما اكتشفوه هم، أما ما لا يعلمه إلا الله من المشاعر والأسرار التي تنساب مع حليب صدر الأم فهم عاجزون عن وضعه تحت مجاهر المختبرات حتى الآن..

و يقولون أيضا إن الرضاعة الطبيعية تجعل الطفل أكثر ذكاء، لهذا فطفل البلاستيك أو السيليكون، تجده نصف حمار،ونصف مستهبل..

لكن هذا لا يعني أن كل من سيرضع من ثدي أمه سيكون عنتر زمانه، فكم ممن رضعوا الحليب الصافي صاروا أولاد ستين بلاستيك، وحليب الأم إذا كب في مجرى الواد الحار، فلا تنتظر منه أن يحول النهر الآسن إلى مياه عذبة..

إننا منذ ارتبطنا بالرضاعات البلاستيكية السيليكونية تحولت علاقاتنا إلى بلاستيك سيليكوني لا روح فيه، وغدت قيم البلاستيك تحكم ارتباطاتنا ومشاعرنا وحتى أعمالنا.

والتربية هي الأخرى صارت بلاستيكية سيليكونية، وانصهرت في قالب من الأوامر والنواهي التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

سمعت بقصص كثير من السيدات يرفضن منذ البداية إرضاع أطفالهن حفاظا على جمالهن و“سمعة“ أجسادهن، لكنهن لا يتورعن عن الارتماء في أحضان السيليكون انصياعا لفتوى المعمم المضل بإرضاع الكبير، ولا يدرين أن السيليكون والرضاعة البلاستيكية تنتج جيلا يخرب الجسد والسمعة والمستقبل نفسه.

بالمناسبة، بعض المسؤولين عندما ترى أفعالهم تقسم بالجبار أنهم أبناء خمسين سيليكون..

وطفل البلاستيك السيليكوني، سرعان ما يلقي بالأجساد التي شاخت في أقرب كوخ، أو يسجنها في ركن من البيت، ولن أستغرب من انتشار سريع لدور العجزة لاحتجاز الشيوخ وشرعنة ذلك بوجود الرعاية الطبية الضرورية، في حين ينسى أبناء البلاستيك أن الشيخ يحتاج للمشاعر في تلك السن، وفقدانها هو ما يسبب جل أمراضه التي لا تعد ولا تحصى..

ولقيمة الرضاعة الطبيعية، جعلها الله فيصلا لتحليل العلاقات وتحريمها، فالرضاعة ليست قطرات حليب فقط، بل هي جينات وعلاقات وأسرار تنسجم مع سر الإنسان نفسه والتي لا يعلمها كاملة إلا خالقها..

وهي تصنع في جسد الإنسان ما يجعل المشتركين في الرضاعة على طرفي نقيض عندما تتجاوز العلاقة ما تفرضه الرضاعة إلى ما يكون بين الأزواج..

الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على ثدي الأم، بل تتجاوزه لثدي الشركة والمؤسسة، والوزارة،…إلخ. لو رضعنا بشكل طبيعي من كل تلك الأثداء، لأصبحنا أصحاء، وغابت عنا كل الأدواء..

لكن أبناء البلاستيك السيليكوني لا يعرفون هذا ولا يفهمونه، وليس لديهم الوقت للبحث لفهمه..

وذلك على الرغم من أن القاعدة بسيطة ومفهومة: ارضعوا طبيعيا تصحوا وتسعدوا، دنيا وآخرة، وتسمحوا لبلدكم بالتقدم للأمام !

نعم للحلبة وزيت الخروع، وزيت الزيتون، والبقوليات لإدرار الحليب الطبيعي من الصدور الطبيعية، وقبح الله حليب السليكون، ورضاعة السيليكون، والله يهدي أبناء السيليكون علينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *