وجهة نظر

السيد الرئيس.. رسالة من أحد مداويخ حزبك المقاطع

عذرا سيدي الرئيس أو الزعيم كما يحلو لمقربيك أن ينادوك، قد لا تجد وقتا كافيا لقراءة هذه الرسالة التي دبجها مواطن من مداويخ حزبك ، لكن أصداءها ستصلك حتما وإن لم تكن بقوة المقاطعة لكنها لن تقل عنها وقعا في نفسك.. هل أسمي نفسي السيد الرئيس عضوا في حزبك أم أجيراً في إحدى مقاولاتك الممتدة بلا حسد امتداد هذا الوطن فقد اختلط علينا الأمر لأن بإنهيار مقاولاتك إنهار الحزب..

السيد الرئيس لقد أدرت الحزب بمنطق المقاولة وجعلت من أعضاءه إما موظفون سامون أو أفراد تابعون ، لذا كان لزاما أن يتأثر الحزب إيجابا أو سلبا بسعر أسهم شركاتك وهنا مكمن الخطأ والخطر في الآن ذاته، فكيف لحزب عمره أربعون سنة يفترض أنه قائم على مشروع مجتمعي متكامل أن ينهار لمجرد مقاطعة استهدفت مقاولاتك.. ألا تفهم من ذلك أنك ربطت الحزب بذاتك فأصبحت أنت الحزب والحزب هو أنت !

ألم تجعل من نفسك محور كل شيء داخل الحزب وتركت أعضاءه يلهثون وراءك يشحتون منك لقاء أو إبتسامة وأنت بكل فخر واعتزاز تنطق تيماتك الغريبة أغراس أغراس المعقول المعقول.. فإلى أين أوصلك هذا الأغراس الملعون وإلى أي حد أنت تمارس المعقول أو العبث ، وأين هو مسار ثقتك الذي جعلت منه كتابا أخضر يذكرنا بالعقيد القذافي الذي اختزل حلولا لمشاكل العالم كله في كتيب عجيب كان يفرضه على الشعب الليبي بالقوة ويحفظه الليبيون أكثر من القرآن نفسه..

لقد غرك السيد الرئيس النجاح السريع لمشوارك ولجولاتك في الجهات ورأيت ألاف البشر يحجون إليك يطبلون وينافقون ولم نعد ندري نحن المداويخ ، هل يحجون لك أم لحزب نحن من يعرفه جيدا.. حزب لا هوية له ولا طعم ، لكنه لا يثير ضجيجا ولا يتحدى خصما ولا صديقا ، إنه بإختصار حزب مطيع وخدوم في وقت الأزمات..

السيد الرئيس أنت اليوم مقاطع بفتح الطاء ، فما ذنبنا نحن مداويخ حزبك ندفع معك ثمن ثروة لن تتقاسمها معنا يوما ولا نريدها أصلا.. لكننا نريد حزبنا كما عهدناه أليفا صامتا مهادنا لا يثير عداوات ولا يتحدث عنه الشعب إلا ليصفه بحزب الإدارة ونحن راضون بذلك ، لكن أن يصفه بأنه حزب الجشعين والمحتكرين فهذا يخيفنا السيد الرئيس ويجعلنا نتساءل من منا يجب أن يرحل هل أنت أم نحن ؟

السيد الرئيس نشكرك لأنك تركت لنا إرثا لغويا غنيا بالمفردات “أغراس..أغراس”، “المعقول”، “مسار ثقة” ، “أولاد الناس” ، وزاده وزراء حزبك ثراءً بأن أضافو له ولمعجم اللغة إسم “المداويخ” ، من هنا يظهر لنا جليا أنكم تمارسون السياسة بمنطق الأرقام وبكل تفوق ، لكنكم في فن التواصل فاشلون وما كان للمقاطعة أن تنجح إلا بكم وبردود أفعالكم الخارجة عن منطق السياسة نفسه..

السيد الرئيس إجتمع في حزبك كل أصحاب رؤوس الأموال واختفى منه للأسف أصحاب رؤوس الأقلام الذين أبعدتهم عن دوائر قرارك وقربت منك المنافقين والوصوليين وأصحاب الغايات التي لا تدرك، وأنت الآن وحيدا تحصي خسائرك عليك أن تتذكر أخطاءك وسرعتك في الانطلاق ، وعليك أيضا أن تبحث عن مناضلي الحزب ومؤسسيه الحقيقيين ، أما الذين ركبوا معك وقت قوتك فسينزلون الآن ويترجلون إلى وجهة أخرى ولك في تجربة حزب سبقك في كل الأدوار التي تلعبها الآن خير برهان إن كنتم تعقلون..

لن أشمت فيك السيد الرئيس فأنا مجرد مدوخ يكتب ولا يملك غير ذلك برهانا ، لكن للتاريخ وللحقيقة أقول لك أن السياسة غير عالم المال قد ينفعك هنا الاخير في شراء كل شيء ، لكنه لن يفيدك في بناء حزب ذو مصداقية ذو قوة.. فالبناء السيد الرئيس له قواعده و أسسه.. والسياسة لها أهلها ولها منطقها الذي ليس دائما مالا أو جاها.. وفي السياسة السرعة القصوى تقتل والانطلاقات الخاطئة تدمر، وأنت جمعت بين هذا وذاك، وكانت نهايتك التي لم أتمناها لك يوما رغم إختلاف توجهاتنا.. فأنا في النهاية من المداويخ لكني لست من الشامتين.. وفي النهاية تقبل مروري…

مع تحيات مدوخ مغربي ينتمي لحزبكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *