مجتمع

اختفاء أم اختطاف.. أسر مغربية تعيش بين الاحتمالين في انتظار أطفالها

غزل وهشام والعديد من الأطفال المغاربة، اختفوا في ظروف غامضة، بعضهم عاد وبعضهم سيعود واخرون قد لا يعودون أبدا.
أضحت ظاهرة اختفاء الأطفال حديث مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، خاصة بعد التفاعل الكبير التي خلفه اختفاء طفلة تدعى غزل بالدار البيضاء، وانتشار صورها ومقاطع والدتها لطلب المساعدة، في عدد من مجموعات الفايسبوك والصفحات.

غزل.. عادت ولكن

رغم أن الطفلة غزل عادت إلى أسرتها سالمة بعد عشرة أيام، إلا أن لغز اختفائها مازال يثير الكثير من الشكوك، خاصة أن والدتها أشارت في تصريحات لوسائل إعلام مغربية أن الأمر يتعلق بزوجين عقيمين اصطحباها إلى بيتهما، قبل أن يؤنبهما ضميرهما أو ربما تجاوبا مع ضغوط المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي، فأعادوا الطفلة إلى والدتها.

هشام.. اختطاف محتمل

مازال والد الطفل هشام، المختفي لحد الساعة ينتظر اتصالا هاتفيا يحمل أخبارا سارة، قد تعيد إليه ولأسرته الابتسامة التي فارقتهم منذ 14 ماي الفارط.
أسرته قالت إن هشام (6 سنوات) خرج إلى الزقاق ( مدينة مراكش) لشراء بعض الأغراض لكنه لم يعد، مبدية شكوكها من أن يكون قد تعرض لاختطاف.

https://www.facebook.com/ONG.Touche.pas.a.mon.enfant/videos/10156234839275535/

واستبعدت أسرة الطفل المختفي أن يكون الأمر متعلقا بعدم معرفته طريق البيت، معتبرة أنه لو كان تائها فعلاً فإن أي شخص يجده في هذه الحالة يسلمه إلى أقرب مركز للشرطة وهو الأمر الذي لم يحصل.

“ماتقيش ولدي” :الحل الأمني قاصر دون مراقبة أولياء الأمر

نجاة أنوار رئيسة منظمة “ماتقيش ولدي”، تؤكد في تصريح لجريدة العمق المغربي أن ظاهرة الاعتداء على الأطفال أيا كانت طبيعة الاعتداء أكان جنسيا أو تعنيفا أو اختطافا فهو يشكل جريمة يعاقب عليها القانون واختطاف أو احتجاز أطفال هو اعتداء صارخ وجريمة بشعة يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي بأقصى العقوبات وقد عرضت على منظمة ماتقيش ولدي شكايات عديدة تهم اختطاف أطفال قاصرين وراسلت الجهات المسؤولة وضمنها القضاء الذي كان تدخله حاسما.

وأضافت: “اختطاف الأطفال كما قلنا سالفا جريمة شنيعة وتخفي نية المجرم حول الهدف من هذا الفعل قد تكون النية اعتداءا جنسيا وقد تكون لغاية الاتجار في البشر وقد تكون بغاية بيع الأعضاء وكيفما كانت هذه النية فهي تشكل عملا قاسيا وجريمة خطيرة يتعين الضرب وبقسوة على مرتكبيها”.

و ختمت أديب حديثها :”نعتقد في منظمة “ماتقيش ولدي” أن الحل الأسمى هو الحل الأمني لتوفير الحماية للأطفال، لكن يبقى قاصرا دون مراقبة أولياء الأمر ومراقبة الساكنة وملاحظة التحركات المريبة لبعض الجناة والتبليغ عنها.”

علم الاجتماع: تتعدد الأسباب.. والفايسبوك سلط الضوء على الظاهرة من جديد

اعتبر عبد الرحيم العدلاوي، أستاذ علم الإجتماع أن أسباب اختطاف الأطفال متعددة من بينها العقم أو التسول أو حتى الاغتصاب في بعض الأحيان.

وأكد المتحدث ذاته في تصريح لجريدة العمق المغربي، أن الظاهرة ليست وليدة هذه الأشهر الأخيرة: “الظاهرة متواجدة في المغرب منذ سنوات، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك سلطت عليها الضوء، خاصة التعاطف الكبير الذي خلفه اختفاء الطفلة البيضاوية غزل وتعاطف الكثيرين مع بكاء والدها وطلبها للمساعدة وهو أمر محمود.”

وأضاف :”حالة غزل ربما ليست حالة الاختفاء الأولى، لكنها وإلى جانب حالة اختطاف الرضيعة سنة 2016، لكنهما ناقوس خطر يذكرنا بين الحين والاخر ان هناك أطفال يتعرضون لجرائم بشعة، لذلك لا يجب التساهل معهم.”

واقترح أستاذ علم الاجتماع تخصيص وحدات أمنية للتصدي لهذه الجرائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *