وجهة نظر

نحن، إيران ومونديال 2026!

لقد قطع المغرب علاقته الديبلوماسية الرسمية معدولة إيران، منذ أسابيع فقط. ولا تهمني، لا الآن أوهنا، تلك الرواية التي تَم الاستنادُإليها في اِتخاذِ هذا القرار! ولا يهمني أيضاً، إنْ كان المطلوبُ في هذه النازلة الديبلوماسية (المتكررة مع إيران منذ سقوط الشاه!)، هو تصحيحُ الأخطاء، أمْإعادةُ تصويب البوصلة، وبالتالي المواقف!

يشغلُ بالي، هنا والآن، ملف المغرب لاحتضان مونديال 2026.

إننا ننافس ملفاً ضخماً، هو ملف الولايات المتحدة الأمريكية (إضافة إلى كندا والمكسيك)، بقيادة دكتاتورية شرسة، في واجهتها يوجدُ الأرعنُ دولاند ترامب وإدارته المجنونة!

ولا شك أن كل الأصوات تهُمنا، كما لا رَيْبَ في أن أصواتَ بلدانِ آسيا، وكذا أمريكا اللاتينية، مفيدةٌ جداً لنا. أَليسَ كذلك؟

في الخاتمة، يجدُ القارئُ جواباً ما، عن هذ الاستفهامِ الواضح. أما في السطورِ المواليةِ لهذه المقالةِ القصيرة، فسوف أكتفي بالغمزِ واللمْز، في كل ما يتعلقُ بحجمِ رصيدنا مِنَ العلاقاتِ الصحيحة (مِنَ الصحْ الصْحيحْ!) مع “الدول الصديقة”، وعلى رأسها فرنسا وما تبقى من نفوذها في أوربا وإفريقيا مثلاً.

تعتبر فرنسا، رسمياً في المغرب، الحليفَ الأول والدولةَ الراعيةَ منذ الفترةِ الاستعماريةِ إلى الآن، وعليها نُعول بالدرجة الأولى في الملفاتِ المهمة، خصوصاً حين تكونُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية طرفاً، ونكونُ نحنُ الطرفَ في الآخرَ، سواء بالإملاءاتِأو بالصدفة، كما هو حالنا في هذه النازلةِ الكرويةِ العجيبة، الثقيلةِ بِأرقامِ الصفقاتِ الضخمةِ المرتقبة، وبالأحلامِ التنمويةِ المعلقة، وبأمورِ الرأسمالِ والسياسةِ أيضاً.

وهنا، سألقي بسؤالٍ يضطرمُ اضطراماً شديداً في رأسي. إنه يُسببٌ لي ألماً غامضاً شديداً. لذلك قلتُ مع نفسي، إنْ شاركني في الآخرون، هَانَتِ القضية!

بلدانُ الخليجِ هذه، وعلى رأسها “الزعيمة” السعودية؛ هل تعتريها نسبةً ما مِنَ الشجاعةِ والوفاء، أمام “ترامب” ووعيده المشؤوم، فتَسندُ ملفنا، وتدعمُ المغربَ،ذاك الدعمَالصريحَ الحقيقي؟

إن أوربا، وفي المقامِ الأولِ حبيبتنا فرنسا!، هي المستفيدُ الكبير مِنْاحتضانِ المغرب لهذا المونديال، ذلك أن شركاتِها وماكيناتِ استثماراتِها، هي مَنْ ستبتلعٌ حِصةَ الأسد في كل ما يتعلقُ بالتجهيزِ والبنياتِ التحيةِ والخطوطِ الجويةِ وتسويقِ الموادِ الاستهلاكيةِ والإشرافِ على التنظيمِ وهلم جرا.

فهلْ ينبغي للمغرب،أنْ يضعَ هذا الملف على المَحَك، بخصوص “التمَوْقع الدولي” المتوازن والمطلوب، الذي حان الوقتُ ربما لاستعادةِ النظرِ فيه، ولوْ على ضواءِ نتائجِ هذا الملف؟ هل يجبُ أنْ يكون اختباراً منا للحلفِ الذي نحن فيه؟ لفرنسا ودولِ الخليجِ مثلاً؟

أعودُ لبلدانِ آسيا وأمريكا اللاتينية، وأقول: صحيحٌ أن لدينا علاقاتٍ مع دول القارتيْن، وصحيحٌ أيضاً أن لفرنسا وأروبا (غير مضمونة الفعالية أمام ترامب؟)، بعض التأثيراتِ (إن كان قد بَقِيَ لها من تأثير؟) على بعضِ الدولِوالمستعمراتِ السابقة، هنا أوهناك… لكن مِنَ الصحيح أيضاً، أن العالمَ قد عرفَ (ويعرف) تغيراً ملحوظاً في ميزانِ القوة،وأن قوى أخرى تقتحمُ بكل إصرارٍ وعزمٍ هذه “الدائرة القوية”، التي تتشكلُ على مرمى مِنَ البصر.

وإن إيران، كمثلِ سوريةَ والجزائرَوبلدانٍ مهمةٍ أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية، إضافةً إلى بلدانِ هذا الحلفِ والمحورِ كله. وهي تهمنا في هذا الملف وغيره، فالمصالحُ تلتقي هنا، ولربما حتى المصائرُ تلتقي أيضا. أما طريقُ أمراءِ الخليجِ وإسرائيلَ وقوى الاستعمارِ والهيمنةِ الغربية، فمعروفةٌ ومؤلمة؟

فما العمل؟، يَا وطني! والحالُ أنني، لا أملكُ غير قلمي ودعواتي. فيَا رب كُنْ معنا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *