منوعات

تسول الأطفال في أحياء البيضاء.. ظاهرة “مرعبة” تستلزم تدخل الدولة

ملامح طفولية أرهقها الوقوف في شارع بن تاشفين بمدينة الدار البيضاء.. تقف بعيدا وكلما توقفت سيارة أسرعت لنوافذها، تطلب من هذا درهما أو اثنين وبعدها تستعطف تلك لتعطيها بعضا من البيتزا التي تحملها.

مشهد هذه الفتاة ليس استثناء في شوارع العاصمة الاقتصادية، بل أضحى متكررا في تقاطع الطرقات والأسواق والأماكن العامة وأمام الفنادق والأحياء والأزقة.

اقتربت من الفتاة (6 سنوات أو أقل) التي بدت واثقة من نفسها، تتحدث بلغة أكبر من سنها، سألتها ما إذا كانت تذهب إلى المدرسة، لكنها تجاهلت السؤال وطلبت ما خرجت من أجله “درهم”.

سفيان الشراطي، وهو أحد سكان العمارات المجاورة، قال في تصريح لجريدة العمق المغربي إنه يلتقي بهذه الفتاة كل يوم، ويستغرب من قدرة تحملها على الوقوف طويلا “منذ الصباح إلى ساعات متأخرة من الليل”.

ويوضح المتحدث ذاته أن “امرة يبدو أنها والدتها تأتي ليلا لتجمع ما استطاعت الفتاة تحصيله في اليوم وتمسك بيدها ويستقلان طاكسي نحو وجهة يعرفانها”.

عبد الرحيم العدلاوي، أستاذ علم الإجتماع اعتبر الظاهرة “مرعبة” وأن انتشارها يجب أن يكون مقلقا للدولة أولا وللمغاربة اللذين يهمهم مستقبل بلدهم ثانيا.

ويقترح العدلاوي تخصيص وحدات أمنية متخصصة أو ربما تخصيص أرقام هواتف للتبليغ على هذه الجرائم التي ترتكب يوميا وأمام أنظار المجتمع بأكمله ضد الطفولة.

نجاة أنوار رئيسة منظمة “ماتقيش ولدي”، قالت في تصريح لجريدة العمق المغربي إن السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة تسول الأطفال يتمثل في التهميش والفقر بالإضافة ل “الهجرة وخاصة هجرة الأفارقة ومؤخرا الدول الهاربة من جحيم الحرب بالشرق الأوسط خاصة سوريا” في إشارة لانتشار ظاهرة التسول في صفوف أطفال بعض اللاجئين والمهاجرين.

كما اعتبرت أن جهود الدولة “كافية” :”الدولة لها برامجها لمحاربة الظاهرة ولكن يبدو أن اتساع رقعة الفقر تعسر المهمة أمام مخططات وتدابير المسؤولين”.

أما عن الحلول المقترحة :”من الطبيعي أن يكون مقترحنا هو محاربة الهشاشة والتهميش والفقر لأنه طالما هناك تهميش وفقر سيكون هناك تسول واستغلال وأشياء أخرى” تشير أنور.

يشار أن دراسة نشرت بعض مقتطفاتها جريدة “ليكونوميست” الناطقة بالفرنسية في يناير الماضي، للمنظمة الأمم المتحدة لحمية الطفولة (يونيسيف)، كشفت أن 4 من أصل 10 أطفال مغاربة يعيشون في وضعية فقر “متعدد الأبعاد”، وهو المعيار الذي تركز من خلاله المنظمة على ثلاثة مجالات هي الصحة، والتعليم، ومستوى المعيشة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *