وجهة نظر

في “المطفيات” والسدود الصغرى بالمغرب!

لا يُمكننا في سياقِ الإصلاح، إلا أنْ نُثمنَ نوايا بلادنا في اعتمادِ سياسةِ السدودِ الصغرى، للتغلبِ على الآثارِ الاجتماعيةِ التي أصبحتْ تُثيرها المسألةُ المائيةُ ببلادنا، في السنينِ الأخيرة…

السدودُ التليةُ الصغرى مُيسرةٌ جداً جداً، في كل مناطقِنا الجبليةِ المأهولةِ بالسكان، بتكلفةٍ ماليةٍ بسيطةٍ جداً، وبخبراتٍ علميةٍ وتقنيةٍ بسيطةٍ جداً أيضاً…

في مناطقنا المنبسطة، السهليةِ أو غيرِ الجبلية، فبالإضافةِ إلى مواصلةِ مَد قنواتِ الري عبرَ السدودِ الكبرى نحو الأراضي الفلاحيةِ والماءِ الشروب… فلا بد أيضاً من إعادةِ تفعيلِ “سياسةِ المَطْفياتِ الصغرى” في أغلبِ هذه المناطق، وذلكبسببِ بساطةِ التكلفةِ الماليةِ من جهة، ولكونِ أغلبِ هذه المناطق لاتزال بها تقاليدٌ عريقةٌ وخبراتٌ ومُنشآتٌ باقيةٌ في هذا المجال، من جهةٍ أخرى.
+ + +

أطلعتُ أحدَ صدقائي على السطورِ أعلاه، فقالَ مُتفاعلاً:

-ما أقدمَ عليه ملكُ البلادِ مؤخراً، بخصوصِإطلاقِ فكرةِ السدودِ الصغرى، ليس سوى مجردَ إجراءٍ مائي ترقيعي ليس إلا! فلولا تلك الانتفاضات الصغيرة، غير المُسَيسةِ طبعاً! هنا وهناك، والتي طفتْ بحدةٍ على السطحِ العامَ الماضي، لَما تم اعتمادُ هذا الإجراء أصلاً!
وأضافَ صديقي موضحاً، واضعاً النقطَ على الحروف:

-المسألةُ المائية في المغربِ جزءٌ من مشروعٍ مجتمعي شاملٍ للنهوضِ والتقدم، وما عذا ذلك، مجرد ترقيعٍ قد يفيدعلى الأمدِ القصير، ولربما على الأمدِ المتوسطِ أيضاً…

وقد ختمَ قائلاً:

-وفي كل الأحوال، العِبرةُ دائماً، بنتائجِ التنفيذِ، الجدي والجيدِ، للأفكارِ وللأوامرِ المسموعة أيضاً! أليسَ كذلك!؟
+ + +

أجل، إن الأمرَ لكذلك!

وإنْ لم تصدقواْ، اِسألواْ امبارك بليلي!

هيا، اِسألوه! لا بصفتهِ كفنانٍ مغربي تشكيلي، ولا كأستاذٍ مبدعٍ بالألوانِ وتلك الوسائلِ البسيطة… ولكن، اِسألوه فقط كابنِ فلاحٍ وفلاحة، وبصفته كانسان عاد لمسقطِ الرأس، يتقفى حروفَ البداياتْ الأولى،ليواصلَ الإبداعَ والحياة، وليختصرَ الحسرةَ كلها على ذاكرةٍ خلاقةٍ تزولُ وتُمحى…! وعلى تلكالمَطْفياتِ في مدخلِ الدوار والبيوت، تم تركُها للعطالةِ والإهمال!

قد تفعلون، ولا تفعلون!

لذلك سأختمُ بهذه النصيحةِ البسيطة؛ الإنجازاتُ الصغرى تمهدُ للكبرى… وبخصوصِ جَلبِ الاستثماراتِ الخارجيةِ أو الأجنبيةِ للبلد، وَجبَ التركيزُ من الآن على استقطابِ تلك الصغرى منها… فهي كثيرةٌ وخيرُها غزير… وهي، علاوةً على ذلك، غيرُ خاضعةٍ لنفوذِ وقبضةِ الأقوياء، من الدولِ والشركاتِ الكبرى! وبه وجب التنوير، والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *