آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة العالمية

بعد صورته مع أرودغان.. أوزيل يعتزل اللعب مع ألمانيا بسبب “العنصرية”

أعلن لاعب كرة القدم الألماني من أصول تركية وصانع ألعاب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل، أمس الأحد، اعتزاله اللعب الدولي بعد 9 سنوات من اللعب مع المانشافت، وذلك على خلفية أزمة مقابلته مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في ماي الماضي.

وقال أوزيل (29 عاما) في بيان على صفحته بتويتر: “بقلب مثقل بالحزن وبعد كثير من الاعتبارات في ظل الأحداث الأخيرة؛ فإنني لن أعود للعب مع ألمانيا على المستوى الدولي، بعدما انتابني شعور بالعنصرية وعدم الاحترام”.

وأضاف “اعتدت على ارتداء القميص الألماني بفخر، لكني الآن لا أرتديه”.

وشارك لاعب خط الوسط المهاجم في 92 مباراة مع منتخب ألمانيا، منذ ظهوره الأول مع منتخب الماكينات عام 2009، حيث سجل 23 هدفا وصنع 40 لزملائه، وكان أحد أعضاء المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم عام 2014 بالبرازيل.

ولكن عقب الخروج الموجع لألمانيا من مرحلة المجموعات في المونديال الأخير بروسيا، شعر أوزيل بأنه أصبح بمثابة كبش فداء لهذا الإخفاق بسبب جذوره التركية وقضية صورته مع أردوغان.

وقال أوزيل في وقت سابق إن لديه قلبين: أحدهما ألماني والآخر تركي.

تهنية تركية وتعليق ألماني

وفي ردود الفعل على قرار أوزيل، هنأ وزير العدل التركي، عبد الحميد غُل، نجم المنتخب الألماني على إعلانه اعتزال اللعب دوليا، قائلا   في تغريدة نشرها غل على حسابه في موقع توتير، إن خطوة أوزيل تعدّ “أجمل هدف” يسجله اللاعب ذو الأصول التركية “في مرمى الفاشية”.

وأضاف الوزير التركي: “أهنئ مسعود أوزيل الذي سجّل أجمل هدف في مرمى فيروس الفاشية عبر اعتزاله اللعب مع المنتخب الألماني لكرة القدم”.

بالمقابل، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل تقدر اللاعب مسعود أوزيل، ووصفته بـ”لاعب رائع وقدم الكثير للمنتخب الوطن”، مضيفة أنها “تحترم قرار أوزيل باعتزال اللعب الدولي”، مضيفة أن “أغلب الألمان المنحدرين من أصول تركية اندمجوا بشكل جيد”.

هجوم على الاتحاد الألماني

وهاجم أوزيل رئيس الاتحاد الألماني رينارد جريندل، والذي لم يهتم بالاستماع له عندما فسر له سبب مقابلة إردوغان وخلفية اللاعب التركية بعكس الرئيس الألماني الذي قابله لاعب أرسنال واستمع لكلماته.

وأضاف أوزيل، أنه بعد كأس العالم وقع جريندل تحت ضغط كبير بعد نتائج الفريق الألماني السيئة وخروجه من الدور الأول وحملني إياها على الرغم من أنه قال لي أن الأمور انتهت منذ أن كنا في برلين، رافضا أن يكون كبش فداء.

وقال أوزيل أن الثنائي يواكيم لويف وأوليفر بيرهوف دعماه أمام جريندل، مؤكدا أنه يعتبروه ألمانيا عندما يفوز الفريق، ويعتبر مهاجرا عندما يخسر الفريق.

وواصل أوزيل انتقاداته لجريندل رئيس الاتحاد الألماني، مشيرا لعدم تفاجئه من تصرفاته بسبب مواقفه السابقة ضد المهاجرين والمسلمين عندما كان عضوا في البرلمان.

كما تحدث صانع ألعاب أرسنال عن التهديدات التي تلقاها أفراد عائلته وكذلك رسائل الكراهية التي تلقوها جميعا، مؤكدا أن تلك الأمور تمثل ألمانيا في الماضي ليست الحالية والتي ترحب بكل الأعراق.

دفاعا عن الصورة

وكان لاعب وسط المنتخب الألماني ونادي أرسنال الإنجليزي قد دافع عن الصورة التي جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأثارت الكثير من الجدل.

وشدد أوزيل على أنه لم تكن لديه أي “أغراض سياسية” عندما التقط الصورة الفوتوغرافية مع أردوغان ومواطنه إيلكاي غوندوغان قبل كأس العالم، مدافعا عن خياره في فعل ذلك.

وأشار أوزيل إلى أنه “رغم أن وسائل الإعلام الألمانية صورت شيئا مختلفا فإن الحقيقة أن عدم مقابلتي للرئيس كانت ستعني عدم احترام جذور أسلافي الذين أدرك أنهم يشعرون بالفخر بالمكانة التي وصلت لها اليوم”.

وشدد أوزيل على أنه “بالنسبة لي لا يهم من هو الرئيس، ما يهم أنه الرئيس، سواء كان الرئيس التركي أو الألماني فإن تصرفاتي لم تكن لتختلف”.

وقال أوزيل إنه التقى أردوغان للمرة الأولى في 2010، وإن كلا منهما سافر حول العالم مرات عديدة منذ ذلك الحين.

وأكد “أدرك أن الصورة تسببت في ردود فعل كبيرة في وسائل الإعلام الألمانية، وفي الوقت الذي ربما يتهمني البعض بالكذب أو الخداع فإن الصورة التي التقطناها ليست لها أي أغراض سياسية”.

وختم بأنه “بالنسبة لي فإن التقاط صورة لي مع الرئيس أردوغان ليس له علاقة بالسياسة أو الانتخابات، الأمر يتعلق باحترامي لأعلى منصب في بلد عائلتي، وظيفتي لاعب كرة قدم وليس رجل سياسة، ولقاؤنا لم يتضمن أي أحاديث سياسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *