سياسة

العلوي: الإصلاح في المغرب يجب أن يكون عميقا وجريئا

قال مولاي إسماعيل العلوي الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية إن “الإصلاح في المغرب يجب أن يكون عميقا”، مضيفا أن “هناك من يدعو للقطيعة مع السلطوية”، قائلا “طبعا نحن جميعا نرفض السلطوية لأنها متنافية مع كل مدلولات الديمقراطية لكن هذا لن يأتي بجرة قلم إذا لم يكن هناك نضال كما حصل في العقود الماضية وفي سنوات الجمر والرصاص”.

العلوي، خلال مداخلته في ندوة حول “دور النخب في الإصلاح”، نظمتها أكاديمية أطر الغد بالرباط يوم الأحد 12 غشت 2018، اعتبر المغرب بعيدا كل البعد عن طموح المغاربة في التقدم والتخلص من الفساد، قائلا إن “الإصلاح عمل إرادي وليس بعمل عفوي عابر، فإذا لم يكن هناك شعور بضرورة الإصلاح فلن يقع أي إصلاح منشود”.

وطالب القيادي بحزب التقدم والاشتراكية بالجرأة في الإصلاح، قائلا “يجب على النخبة أن تكون قادرة على تشخيص مكامن الخلل والفساد، وأن تكون لها الجرأة في التنديد بمكامن الفساد، والتنديد بالمستفيد من الفساد، وأن تكون تلك النخبة بمثابة رواد لباقي أفراد المجتمع”، مشددا على ضرورة أن يكون للإصلاح مرجعية أخلاقية وتصورية وإيديولوجية من أجل الوصول إلى المبتغى.

إلا أن العلوي يرى أن مصطلح النخبة التي يجب أن تقود الإصلاح لا يسع الجميع، قائلا “لا يمكن أن ندرج جميع السياسيين في إطار النخب نظرا لسلوكياتهم وتصرفاتهم ومواقفهم المتخاذلة أحيانا في بعض جوانب حياة المجتمع، موضحا أن الإصلاح ليس فقط تصويبا لفساد سابق، أو كضد للإفساد، وإنما يجب فهمه في شموليته.

وأضاف العلوي أن على مكونات النخبة أن يسعوا إلى الإصلاح وأن يكونوا مصلحين، وأن يتحلوا دائما بالتواضع أمام الآخرين، وبالتواضع أمام المواقف التي يمكن أن يواجهوها، وألا يسقطوا في الغرور، لأن هذا الأخير يؤدي إلى العديد من الأخطاء والعديد من الانحرافات يقول المتحدث.

واعتبر العلوي الصراع في المجتمع دائم بين من يريد التقدم إلى الأمام ومن يريد الرجوع إلى الوراء، قائلا “إن النخبة التي تضم مجموعة من الناس من مهن عدة وتوجهات مختلفة يجب أن تكون لهم نظرة واضحة للأوضاع التي يرغبون في مواجهتها، وأن يتحلوا دائما بالتبصر والصبر أمام كل الصعاب، وأن يصبروا أمام خيبات الأمل التي يمكن أن تحدث”.

وهاجم العلوي الانتظارية والسلطوية والانبطاح، قائلا “على من يعتبر نفسه ثوريا ألا يسقط في المزايدة وأن يلتزم بالموضوعية والواقعية”، إلا العلوي رأى أنه غالبا ما يتم الخلط بين الواقعية والانبطاح، مشددا على أن المصلحين هم من يسعون إلى تغيير الواقع نحو الأفضل ولكن لا يتجرؤون على نعث أنفسهم بالصلاح.

يذكر أن ندوة “دور النخب في الإصلاح” المنعقدة ضمن برنامج الدورة 11 لأكاديمية أطر الغد، أطرها إلى جانب مولاي إسماعيل العلوي عبد العزيز أفتاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • salah-21
    منذ 6 سنوات

    اصلح اولا نخب حزبك ثم تكللم عن الإصلاح و فاقد الشئ لا يعطيه (قتلتونا بالشفوي الله يعطينا وجهكم القاسح)