منتدى العمق

الحداثة مرة أخرى …

سيظل السؤال التاريخي حول ما الحداثة ساريا وراهنيا في مجتمعنا المغربي إلى حين … النجاح في تكوين بنية ذهنية قادرة على استيعاب التجربة الانسانية والانغمار فيها، ولِمَ لا المساهمة في هاته التجربة الكونية. وليس هناك من مَشتل لتكوين هاته البنية سوى المدرسة العمومية عبر تعليم مدني. وأي مشروع مجتمعي استراتيجي/ مستقبلي خارج هذه المعادلة فنحن بالضرورة خارج التاريخ..
وحين نتحدث عن الحداثة وضرورة استيعابها فنحن لا نزري أو نهزأ بالتقاليد أو أعراف معينة، ونحن نطالب بتعليم مدني ليس معناه أننا نلغي التربية الدينية، لا.

لكل مجتمع متقدم تقاليده وأعرافه، لكنها حبيسة المنزل والعلاقات الانسانية داخل هذا المجتمع.. أما خارج المنزل/العالم فثمة منظومة اجتماعية وسياسية واقتصادية عامة قائمة على جملة من القيم الكونية المشتركة. من ينكر اليوم سيادة الفكر العلمي، والعقلانية، والحرية، والنزعة النقدية، ومجمل القيم العَلمانية!

معظم الدول التي استطاعت استيعاب هاته التجربة كان لها نصيب من الحضارة، وكل من ناصب لها العداء ظل مستهلكا لا ينتج شيئا غير مأسوف عليه.

مبدئيا، لا يمكن الحديث أو حتى التفكير في الحداثة دون الرجوع إلى المسار التاريخي الذي مرت منه، والحداثة هنا لا تعني شيئا بعينه، بل كناية على ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية. وتراكم تاريخي وجب استيعابه، والذي بدأ فعليا منذ عصر النهضة مرورا بحركة الاصلاح الديني والحركة الانسية وفكر الأنوار والثورات السياسية الكبرى(الانجليزية والامريكية والفرنسية) وانتهاءً بالثورة التقانية التي لازلنا نعيش تبعاتها. كل هذا جزء من تاريخ الحداثة وتجربة إنسانية يجب أن نغشاها عاجلا أم آجلا وإلا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *