مجتمع

أمهات مغربيات ينخرطن في مبادرة لمنع أبنائهن من “قوارب الموت”

خديجة أنجار – صحفية متدربة

انخرطت أمهات مغربيات، بإقليم وادي الذهب، في حملات تحسيسية في المدارس والمعاهد للكشف عن خطط أطفالهم للهجرة نحو المجهول، ومنعهم من ركوب قوارب الموت حسب ما أوردته صحيفة ABC الاسبانية.

وتعمل جمعية “وادي نون” للهجرة والتنمية منذ فاجعة انقلاب قارب للهجرة السرية كان على متنه 20 مغربيا، في ساحل جزيرة الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي غرب الساحل المغربي، في نشر الوعي بمخاطر الهجرة في صفوف الأمهات وأطفالهن عبر عرض مسرحيات تتناول موضوع الهجرة غير الشرعية في المدارس، وتقديم الدعم النفسي للعائلات التي تفقد أبناءها في البحر.

من جانبها تراقب السلطات المغربية، قوارب الصيد التقليدي التي تشرف عليها وزارة الفلاحة والصيد البحري، لمنع استخدامها في الهجرة السرية، حيث أسفرت عملية المراقبة على تراجع أعداد القوارب التي تنطلق من ساحل سيدي افني.

ويتخذ الشباب قرار الهجرة غير الشرعية، نتيجة انعدام فرص الشغل بالمنطقة، وسيطرة اليأس على أسرهم الفقيرة التي تقترض المال لدفع تكاليف رحلة نحو المجهول.

وفي الأسبوع الماضي أوقف خفر السواحل الاسباني 32 مهاجرا سريا كانوا على بعد 55 متر من شمال جزيرة “كراسيوسا”، في حين اعتقلت السلطات الموريتانية ما مجموعه 445 مهاجر من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وتحكي حليمة بحوش “توفي ابني محمد العلاوي في سن 16، بعدما كان يحاول الوصول إلى ساحل “لانزروتي”، دون علمي “حيث تمكنت شبكات تهريب البشر من إقناع ابني للهجرة ببيع وهم تحقيق أحلامه في جزر الكناري، لقد ترك المدرسة أملاً في تحسين وضع الأسرة، التي تعاني من الفقر”.

مبارك ماتي فقد ابنيه عياد 15 عام و محمد17، في ساحل جزر الكناري، يقول إن “أولادي رفضوا إكمال دراستهم وفقدوا الأمل في العيش في مدينة أوسرد، كان حلمهم الهجرة إلى أوروبا ولم أتمكن من إقناعهم بالعدول عن فكرة ركوب قوارب الموت، عملوا لبعض الوقت لجمع أموال كافية لدفع تكاليف الرحلة التي لم يطلبوا مني دفع ثمنها”، مضيفا، “أطفالي ذهبوا دون علمي إلى مدينة العيون ومن هناك انطلق قاربهم”.

وفي يونيو الماضي توفي 7 مغاربة قرب سواحل منطقة “لانزاروتي” بجزر الكناري، خمسة منهم وجدوا جُثث هامدة على متن قارب مطاطي، فيما غرق اثنين منهم بعدما قفزا في الماء خلال اقتراب القارب الذي كان يقل 27 مرشحا للهجرة من الصخور على الشاطئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *