منوعات

حزب العمال البريطاني يتعهد بوقف بيع الأسلحة لـ”إسرائيل”

صوّت حزب العمال البريطاني في مؤتمره السنوي العام، أمس الثلاثاء، لصالح قرارٍ يدعو لـ”تجميد بيع الأسلحة لإسرائيل، وفتح تحقيقٍ حول الانتهاكات الإسرائيلية واستخدام القوة في قتل وقمع وإصابة متظاهري مسيرات العودة الكبرى العزّل، والرفع الكامل وغير المشروط لحصار غزة”، مؤكدا تعهده بهذه المطالب في حال فوزه في الانتخابات البريطانية العامة القادمة.

كما طالب القرار بزيادة التمويل البريطاني لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للأمم المتحدة (UNRWA)، في ظل وقف الدعم الأمريكي لها، مستنكراً “إعادة كتابة تاريخ الشعب الفلسطيني وشطب ضحايا حرب عام 1948، والذين هجروا قسراً من أراضيهم”، في رفضٍ لمحاولات اللوبي الصهيوني تكميم الأصوات المؤيدة لفلسطين ومحاولات تصفية حق العودة الفلسطيني. كما رفع معظم الحاضرين في المؤتمر الأعلام الفلسطينية أثناء طرح الحزب للمقترحات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضحت حركة مقاطعة إسرائيل عالميًا المعروفة اختصارا بـ”BDS”، في بلاغ لها توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن رئيس حملة التضامن بِن جمال، قال في تصريح له: “إنّ هذا التضامن المدهش والقرار التاريخي يُظهر قوة التضامن على مستوى القاعدة الشعبية للحزب، فأعضاء حزب العمال يريدون إظهار تضامن حقيقي مع الشعب الفلسطيني”.

ورحبت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة (BDS)، على لسان منسقها في غزة عبد الرحمن أبو نحل، بالتعهدات التي أقرّها حزب العمال البريطاني، قائلةً: “نثمن موقف حزب العمال البريطاني الشجاع وغير المسبوق في المشهد السياسي البريطاني، والذي يخرج اليوم في مشهدٍ ملهمٍ طغت عليه أعلام فلسطين، في ظل تخاذلٍ رسميّ عربيّ وعالميّ أمام ما يجري في قطاع غزة”.

وأضاف: “رغم تمرير الحزب لتعريف معاداة الساميّة الذي يخدم مصالح دولة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي ومجموعات الضغط (اللوبي) الصهيونية، ها هو اليوم يمتثل الحزب لرغبة الغالبية الساحقة من أعضائه ومناصريه بالوقوف بجانب الحق والعدالة”.

واعتبر المتحدث أن هذا الموقف هو “بداية لتصحيح الجرم التاريخي الذي ارتكبه الاستعمار البريطاني بحق شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية. يتوجب على بريطانيا فرض عقوبات جدية على إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، وخصوصاً في ظل تصاعد مجازرها ضد شعبنا في غزة وتطهيرها العرقي لشعبنا في القدس والنقب والأغوار وتبنيها رسمياً لقانون أساسي يشرعن نظام الأبارتهايد القائم منذ 70 عاماً”.

وكانت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني قد طالبت حزب العمال البريطاني، الشهر الماضي، بتبني مطلب الحظر العسكري وإنهاء تواطؤ بريطانيا في الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. ففي عام  2017 لوحده،  بلغت قيمة الصادرات العسكرية البريطانية لإسرائيل 284 مليون دولار.

وتبنت منظمة الاشتراكية الدولية (Socialist International)، والتي تمثل 140 حزباً سياسياً عالمياً بما في ذلك 35 حزباً حاكماً، مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات (BDS)، في يوليوز الماضي، كما طالبت بفرض “الحظر الكامل على جميع أشكال التجارة العسكرية والتعاون [العسكري مع إسرائيل]”، حتى إنهاء الاحتلال العسكري والفصل العنصري (الأبارتهايد) ضد الشعب الفلسطيني.

وجدّدت منظمة العفو الدولية “Amnesty International”، في ماي المنصرم، دعوتها للحكومات في جميع أنحاء العالم لفرض حظرٍ شاملٍ على بيع السلاح والمعدّات العسكرية لإسرائيل، في أعقاب سياسة الأخيرة المتّبعة ضد مسيرات العودة واستعمالها للقوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين العزّل في قطاع غزة المحتل والمحاصر.

يذكر أنّ اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة كانت قد أطلقت نداءً، في عام 2011، لـفرض حظر عسكري شامل على إسرائيل، طالبت فيه بوقف المعونات العسكرية وتصدير الأسلحة ونقل الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية من وإلى إسرائيل، فضلاً عن إنهاء كافة أشكال المساعدات العسكرية والتعاون في البحوث العسكرية، وسط تأييد واسع من قبل أحزاب سياسية مختلفة ومنظمات أهلية وحملات شعبية، من كافة أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *