حوارات، مجتمع

مسؤول بجامعة ابن زهر: قطب آيت ملول يحدث تكوينات ستحد من البطالة

بهيجة حيلات – العمق المغربي

في إطار الدخول الجامعي الجديد، أجرت جريدة “العمق” حوارا مفصلا مع الدكتور حسن حمائز نائب العميد المكلف بمركز الآداب والعلوم الإنسانية بالقطب الجامعي لآيت ملول، وذلك من أجل التعرف عن قرب على مدى استجابة جامعة ابن زهر للتوجيهات الملكية الأخيرة الرامية إلى إحداث تكوينات علمية تستجيب لسوق الشغل بالإضافة الى آفاق سلك الإجازة في التربية كتخصص جديد بالجامعة المغربية.

ماهي مستجدات الدخول الجامعي الجديد بالقطب الجامعي أيت ملول؟

جديد هذه السنة هو أن القطب الجامعي توسع بشكل كبير، بعد إحداث الكليتين الجديدتين المتجاورتين أقصد كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية وكلية العلوم التطبيقية. وهذا الإحداث نتج عنه طبعا توسع في الطاقة الاستيعابية للقطب الجامعي على مستوى البنيات والتجهيزات.

وسنعمل مستقبلا على إحداث مجموعة من التخصصات الجديدة بكلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية حتى تتناسب مع اسمها من قبيل إجازات؛ في اللغات الحية وفي الترجمة والتواصل، وفيما يتعلق بالفنون فسنخلق إجازات في الفنون التشكيلية، وفي الدراسات الدرامية والسينمائية، إلى جانب إجازات في الفنون المسرحية كذلك.

وفيما يتعلق بالدراسات الإنسانية فسنعمل على إحداث تخصصات جديدة من قبيل إجازات في الأنثروبولوجيا، وفي الأركيولوجيا والتراث الثقافي، وكذلك في علوم الإعلام والتواصل…

سنحاول ان شاء الله الابتعاد عن التكوينات الكلاسيكية، وسنخلق تكوينات لها علاقة بالتقدم التكنولوجي والتطور الاقتصادي والاجتماعي للمملكة. تكوينات تحد من البطالة في صفوف الشباب الخريجين بحيث سيتكمن كل خريج من الاندماج بسهولة في سوق الشغل وفقه تخصصه.

وخلق هذه التكوينات سيخضع لاستشارات مع كل من الجهات، والوزارات ومع المحيط السوسيواقتصادي لنعرف ماهية حاجياتهم. وسنستقطب أطر تربوية جديدة متخصصة في مجال هذه التكوينات، بهدف تغيير ملامح كليات الآداب التي عهدناها سابقا.

كذلك في سياق حديثنا عن جديد هذا الموسم الجامعي نشير الى أن القطب الجامعي تعزز بإحداث حي جامعي، ورغم أنه خاص إلا أنه سيمكن الطلبة من السكن في فضاء طلابي قريب من مقر كلياتهم.

نحن إذن نحاول أن نحاكي الكليات العالمية وأن نخلق أجواء مشجعة للدراسة والبحث العلمي. وسنعمل على خلق مجموعة من الفضاءات الاضافية من قبيل فضاء للأنشطة الثقافية، وفضاء للمصاحبة التربوية وقاعات محاضرات مع تجهيز هذه الفضاءات بأجهزة تتناسب والقدرة الاستيعابية، وحاجيات المكونات المختلفة بالقطب.. لكي يجد كل مُكون نفسه في هذا المركب.

بدأنا السنة الجامعية بتقليد سنوي يتمثل في تنظيم يوم استقبال الطالب الجديد وهذا الحدث انخرط في تنظيمه القطب الجامعي بمكوناته العلوم، والآداب، والحقوق بمعنى أن جميع فعاليات القطب التأمت لاستقبال الطالب الجديد الذي ينتمي لجميع هذه التخصصات…

ومن خلال هذه الخطوة نحاول أن نزرع في طلبة القطب الجامعي باختلاف تخصصاتهم ثقافة المشاركة والحفاظ على المحيط، موجهين لهم رسالة تربوية مفادها أن القطب الجامعي باختلاف مكوناته ومرافقه العلمية هو ملك لهم جميعا.

كم بلغ عدد الطلبة الجدد المسجلين بكلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية لهذه السنة؟

سجلنا زهاء 2400 طالب قادمين من الجماعات المجاورة للقطب كالقليعة والدشيرة وأولاد دحو، ومن هوارة وتارودانت أيضا.

ماهي الشعبة الأكثر إقبالا عليها؟

الانجليزية هي الشعبة الأكثر طلبا، لماذا؟ لأن شباب اليوم يهتمون باللغات، ربما ذلك راجع أيضا الى أن شعبة الانجليزية شعبة متحركة وفيها طاقات شابة أعطت نتائج جيدة من خلال تنظيمها مجموعة من الندوات الوطنية والدولية وهذا ما خلق إشعاعا كبيرا لهذه الشعبة رغم حداثتها بالقطب الجامعي.

وتأتي اللغة الفرنسية في الرتبة الثانية من حيث الاستقطاب متبوعة بشعبة الجغرافيا وباقي الشعب العلمية…

ما جديد التكوينات لهذه السنة؟

هذه السنة اشتغلنا بالتكوينات الأساسية التقليدية: كالإنجليزية، والفرنسية، والعربية والتاريخ والجغرافيا الإجازات المهنية، التي بدأنا بها السنة الماضية أقصد الاجازة المهنية ديداكتيك الفرنسية لغة أجنبية والاجازة المهنية المعلومة والتواصل.
وأحدثنا هذه السنة سلك الإجازة في التربية وهو تكوين جديد لتحضير شهادة الإجازة في التربية مسلك التعليم الابتدائي ومسلك التعليم الثانوي.

ماهي الآفاق التي يمكن أن يفتحها سلك الإجازة في التربية للطالب؟ وهل يمكن يعوض تكوينات المراكز الجهوية للتربية والتكوين؟

إلى حد ما. المراكز الجهوية للتربية والتكوين تكون أساتذة التعليم العمومي، فيما خريجي إجازة التربية لهم امكانية الولوج للقطاع العام أو الخاص. ونحن نريد أن نخلق جسور وبرامج عملية للتعاون بين مؤسسات التعليم الجامعي والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.

نريد أن نكرس هذا التخصص لدى الطالب الذي يطمح أن يشتغل في مجال التربية والتكوين، بحيث يدرس هذا التخصص من بداية مشواره الجامعي، أعتقد أن يُكوّن هذا الطالب في ظرف عدة سنوات أحسن من يُكون في ظرف سنة واحدة.

في هذا التخصص يُكوّن الطالب في عدة مجالات سواء ما يتعلق بالتكوينات الأساسية أو ما يتعلق بعلوم التربية والديداكتيك وتكنولوجيا المعلومات والتواصل. وعندما يحصل على الاجازة يكون متخصصا في مجال التدريس ويمتلك بروفايل أستاذ.

ويمكن للحاصلين على شهادة الإجازة في التربية إما متابعة دراستهم العليا بسلك الماستر في التربية أو ولوج لسوق الشغل في القطاع الخاص أو القطاع العام عبر اجتياز مباراة التوظيف وفق النظام الأساسي الخاص بأطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.

هل تتلائم التكوينات المحدثة بجامعة ابن زهر مع التوجيهات الملكية بشأن خلق تكوينات تحد من البطالة في أوساط الشباب؟

بطبيعة الحال جامعة ابن زهر منذ مدة وهي تفكر في إحداث تكوينات منتجة، وهذا هو الدور التي قامت به الاجازة المهنية في التحرير الصحفي بكلية الآداب الأم بأكادير. جامعة ابن زهر كانت دوما سباقة لإحداث إجازات في الإعلام، في الكتابة السينمائية، في التنشيط الثقافي، في السياحة والتواصل. وهذه الاجازات أنتجت لنا مجموعة من الأطر الذين استطاعوا ولوج سوق الشغل في مجال اختصاصاتهم وتكوينهم.

الخطاب الملكي جاء ليكرس هذا التوجه وليبين أن الجامعة المغربية ربما استنفدت الغرض الذي جاءت بخصوصه فيما قبل، ولكن الآن يلزمها أن تتجدد وأن تكون منتجة لرجال الغد حاملي مشعل التقدم في جميع المجالات.

المغرب اليوم يشهد تقدما كبيرا في مجالات متعددة، في المجال الصناعي، والحقوقي، والإعلامي.. والجامعة مطالبة بأن تواكب هذا التقدم والتطور عبر تخريج طاقات وكفاءات متخصصين في مختلف المجالات: في البيئة، وفي حقوق الإنسان، وفي الصناعات، وفي التواصل وفي اللغات. وهذا هو دور الجامعة أو هكذا ينبغي أن يكون دورها. الجامعة اليوم مدعوة لمسايرة التطور المجتمعي والانفتاح على تكوينات أكثر انتاجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *