عيد المدرس.. جراح اعتداءات وسجن وتشرد ضمدها تشريف ملكي

ابتدأ الاحتفال باليوم العالمي للمدرس في 5 أكتوبر من كل عام منذ سنة 1994، للإشادة بدور المعلمين حول العالم. ويهدف هذا الاحتفاء السنوي إلى الإعتراف بدور المعلم الهام في المجتمع و دوره في تنوير وتوعية الأجيال الصاعدة.

ويحتفل أكثر من 100 بلد باليوم العالمي للمدرس، ويعود الفضل في الانتشار السريع والوعي العالمي بهذا اليوم إلى منظمة إديوكشن إنترناشونال.

وعلى المستوى الوطني فقد حلت ذكرى العيد الأممي للمدرسين يومه الجمعة 5 أكتوبر، لتعيد إلى ساحة النقاش أحداثا كثيرة وسمت الساحة التعليمية بالمغرب، منها بالخصوص، سلسلة الاعتداءات التي نفذها تلاميذ في حق مدرسيهم، وسجن أستاذ خريبكة، وقصة أستاذ ورزازات المشرد، وكذلك المبادرة الملكية النوعية بتوشيح عدد من نساء ورجال التعليم المتميزين بأوسمة ملكية.

اعتداءات

سلسلة من الاعتداءات اللفظية والجسدية استهدفت رجال ونساء التعليم بالمغرب هذا العام، ولم يكن منفذها إلا تلاميذهم، أولها، اعتداء تلميذ على أستاذه بثانوية سيدي داود بمدينة ورزازات، وثق له شريط فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، تلاه اعتداء تلميذ بواسطة سكين على رشيدة مكلوف، أستاذة الاجتماعيات بالثانوية التأهيلية الحسين بن علي بالحي المحمدي بالبيضاء.

كما تعرض أستاذ يدعى رشيد الأزرق لاعتداء شنيع، ويدرس مادة ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﺕ ﺑﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ بحي “ﻣﺎﺑﻴﻼ” بمقاﻃﻌﺔ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻴﺔ باﻟﺮﺑﺎﻁ، للاعتداء من طرف أحد تلاميذه، حيث ظهر على مقطع فيديو وهو مصاب بجروح على مستوى الرأس، وطال الاعتداء أيضا أستاذا لمادة التربية البدنية بثانوية النسيم الإعدادية بفاس، بالإضافة إلى اعتداءات أخرى نفذها تلاميذ في حق أساتذة بكل من مريرت وبني ملال والقنيطرة.

سجن

وكان أبرز حدث خلق ضجة كبيرة في الساحة التعليمية بالمغرب هو الاعتداء العنيف لأستاذ بثانوية الإمام مالك بمدينة خريبكة على تلميذ والذي وثق له شريط فيديو اجتاح “فيسبوك”، فتحت على إثره الشرطة القضائية بالمدينة نفسها بحثا قضائيا، حيث تم اعتقاله وإيداعه السجن قبل أن تقرر النيابة العامة متابعة في حالة سراح.

وتفاعل العشرات من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مع الصورة التي التقطت لأستاذ خريبكة الذي عنف تلميذة له في الفصل أمام السجن، بعد تمتيعه بالسراح المؤقت، معتبرين أنها “تفضح حال التعليم بالمغرب، وتدمي وطنا وتختزل واقع المنظومة”.

تشرد

استأثرت قصة عبد الكريم وكيل المعروف بـ”أستاذ ورزازات المتشرد” باهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر شريط فيديو صوّره أحد تلامذته كالنار في الهشيم، يتبادله كثيرون بحسرة على تطبيق “الواتساب”، قبل أن يصل إلى أكبر عدد من تلامذته الذين حزّ في نفسهم أن يكون أستاذهم الذي درسهم سنوات الثمانينات والتسعينات مشردا في شوارع ورزازات.

وقد رأفوا لحاله بعد أن صار مشردا في شوارع مدينة ورزازات، وتساءل بعضهم بدهشة ما إن كان الأستاذ المتشرد الذي ظهر في فيديوهات متداولة على “فيسبوك”، هو نفسه الأستاذ عبد الكريم وكيل الذي درسهم مادة اللغة الفرنسية بثانوية سيدي عمرو بجماعة “تازارين” الواقعة بنفوذ إقليم زاكورة.

اختار الأستاذ عبد الكريم وكيل حياة التشرد مُرغماً بعد أن سُدّت في وجهه جميع الأبواب، حيث هجرته زوجته، وتجاهلت وزارة التعليم آنذاك مطلبه الوحيد بتمكينه من تقاعد نسبي، بعد أن أحس بأنه لم يعد صالحا ليكون ليلقن الدروس لتلامذته، بسبب مرضه، ليجد نفسه في شوارع ورزازات يتنقل من هنا إلى هناك متكئا على عكازه، يفترش الأرض ويلتحف السماء.

توشيح ملكي

وشح الملك محمد السادس بأوسمة ملكية، 18 أستاذا وإطارا تربويا بوزارة التربية الوطنية، تم اختيارهم من بين الأفضل على مستوى مختلف جهات المملكة، كما استقبل 12 تلميذا من المتدربين والطلبة، المتوجين برسم الموسم الدراسي 2017 – 2018.

وفي ما يلي لائحة أساتذة وأطر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الذين وشحهم الملك بأوسمة ملكية.

وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط:

– محمد كراخي، أستاذ مبرز في مادة الرياضيات بالأقسام التحضيرية بثانوية التميز ابن جرير بالرحامنة.

– التهامي الحلقوج، أستاذ مبرز في مادة العلوم الفيزيائية بالأقسام التحضيرية بثانوية التميز ابن جرير بالرحامنة.

– الزهراء صويبري، مديرة الثانوية الإعدادية الإمام البخاري بالرباط.

– إدريس الصمدي، أستاذ التعليم الابتدائي بمدرسة ابن زيدون بالعيون.

– توفيق الجغم، أستاذ التعليم التأهيلي بثانوية وادي المخازن بمكناس.

– محمد كعب، أستاذ التعليم الابتدائي، مدير مساعد بالمجموعة المدرسية أومناست بالحوز.

– خديجة بيادي، أستاذة التعليم الابتدائي بمدرسة أبو الحسن القابسي بسلا.

– مريم العمراني، أستاذة التعليم الابتدائي بمدرسة علي بن أبي طالب بوزان.

الوسام العلوي من درجة ضابط:

– كريستوف بوكيل، المسؤول عن الأقسام التحضيرية بثانوية التميز ابن جرير بالرحامنة.

وسام المكافأة الوطنية من درجة فارس:

– مريم ماء العينين، أستاذة التعليم الابتدائي بمدرسة بئر كندوز بأوسرد.

– محمد السليماني، أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس أولاد هماد بتارودانت.

– عبد المالك زهير، أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس سيدي داود بجرادة.

– فريدة الصمدي، أستاذة التعليم التأهيلي، الحارسة العامة لداخلية ثانوية أم المؤمنين بتطوان.

– حميد انرغي، أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس آيت إعلا وحدة آيت حمي بتنغير.

وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة:

– نجات شاريابكة، أستاذة التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس طارق بن زياد بآسا-زاك.

– عبد الله وهبي، أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس الجيل الجديد بتزنيت.

وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى:

– ثريا السعودي، أستاذة التعليم التأهيلي بثانوية علال الفاسي بالرباط.

وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الثانية:

– هشام الفقيه، أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس بينتي بالحسيمة.